في الوقت الذي تعرف فيه المهور في غالبية الدول العربية ارتفاعا صاروخيا، فإن روسيا تشهد انخفاضا كبيرا في تكاليف الزواج، فالزوج يدفع المهر الذي يستطيع، ناهيك عن اكتفاء الفتاة الروسية بحفل بسيط وغير مكلف. تقول إحدى الفتيات الروسيات: " لا يُطلب من العريس أي تكاليف تثقل كاهله، فنحن لسنا طماعات، فالأهم بالنسبة لنا اختبار طباع الرجل وملامح شخصيته". أما في بعض الدول العربية مثل السعودية فتصل المهور بها إلى مبالغ خيالية، وتحدد مهور الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد، أي الفتيات البكر، ب50 ألف ريال؛ أي 13 ألف دولار، فيما يكون مهر الفتاة التي سبق لها وتزوجت30 ألف ريال؛ أي 9.7 ألف دولار، فضلا عن تكاليف حفل الزفاف التي قد تصل إلى 200 ألف ريال سعودي، فيما تبلغ المهور في الإمارات حوالي 500 ألف درهم بالإضافة إلى المجوهرات التي تصل قيمتها إلى 60 ألف درهم إماراتي. وفي السياق ذاته، فإن المهور بالكويت جد باهظة ومكلفة، إذ يقدر مهر العروس بحوالي 4000 دينار، بالإضافة إلى الهدايا التي تتضمن العطور والذهب والملابس، والتي قد تصل تكلفتها إلى نحو 35000 دولار. كما هو الحال في باقي البلدان، فإن أغنياء المغرب يطالبون بمهور قد تصل تكلفتها إلى 4 ملايين وقد تصل إلى حدود 100 مليون درهم. وهو ما يدفع غالبية الشباب إلى العزوف عن الزواج أو الارتباط بأجنبية، وخير مثال عن ذلك شاب مغربي يدعى إبراهيم، والذي اختار الزواج بروسية مقابل مهر يساوي 50 درهما، وهو ما يتيح لهذا الشاب تكوين أسرة وتأسيس حياة زوجية سعيدة مبنية على التفاهم والعيش الكريم بدون تعلق بالمظاهر الجوفاء والماديات التي تشكل ضغطا حقيقيا على المقبلين على الزواج في وقتنا المعاصر.