لاتزال معاناة المغاربة العالقين في الخارج، مستمرة، في ظل عجز السلطات عن تنظيم رحلات إجلاء، بعد إغلاق المغرب لأجوائه أمام الرحلات القادمة من الخارج، في إطار التدابير الاحترازية التي اتخذها المغرب لمحاربة وباء فيروس كورونا. طول المدة التي قضاها العالقون خارج أرض الوطن، وبعيدا عن أهاليهم دفعت البعض إلى تبني خطوات نضالية للضغط على السلطات من أجل الإسراع في ترحيلهم، كما هو الحال مع المحامي بهيئة الرباط منصف السعيد، العالق بمدينة سبتة السالبة، و الذي قرر الدخول في إضراب عن الطعام، إلى حين إعادته لأرض الوطن، حيا أو ميتا، حسب نص رسالة بعثها لقنصل المغرب بألميريا. وقال المحامي منصف السعيد، في اتصال مع “نون بريس”، أن صبر العالقين قد نفذ، لأن معاناتهم استمرت لأسابيع وليس لأيام أو ساعات، معلنا عن استجابته للخرجات الغير مسؤولة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزيرته المكلفة بمغاربة الخارج، نزهة الوافي. وأضاف المتحدث ذاته أنه استجاب لطلب رئيس الحكومة وقرر التضحية بدخوله بهذا الإضراب المفتوح عن الطعام، حتى يتم تنفيذ مطلبه المتمثل في الرجوع لأرض الوطن والاستفادة من حماية الدولة التي يحمل جنسيتها. وتابع المحامي منصف السعيد، أن ملف المغاربة العالقين بسبتة ومليلية، ذو طابع خاص على اعتبار أن هؤلاء المواطنين المغاربة على بعد أمتار من وطنهم، لكن السلطات ترفض فتح الأبواب أمامهم للرجوع إلى عائلاتهم وديارهم، خاصة وأن السلطات الإسبانية تقول أنها مستعدة للسماح لهم بالمغادرة في حال قبول سلطات المغرب استقبالهم. وحسب المحامي بهيئة الرباط، فإن المغاربة العالقين في سبتة ومليلية، لم يعودوا يجدون ما يأكلونه، بسبب رفضهم الذهاب إلا الأماكن التي خصصتها السلطات الإسبانية لإيواء هؤلاء العالقين والتي لا تستجيب إلى معايير السلامة الصحية، ولا للشروط الإيواء الإنسانية. واستنكر المتحدث ذاته، الوضع الذي أصيح يعيشه بعض المغاربة العالقين في سبتة ومليلية، من فئة المياومين الذين كانوا يدخلون للاشتغال في المدينتين، وعند انتهاء يوم عملهم، تفاجؤوا بإغلاق الحدود في وجههم.