واصل النشطاء الجزائريون، اليوم الجمعة، مظاهراتهم المطالبة برحيل النخبة السياسية الحاكمة، وذلك في الأسبوع الواحد والخمسين منذ انطلاق الحراك الشعبي شهر فبراير العام الماضي. وذكرت صحيفة TSA أن الآلاف من المواطنين نزلوا إلى وسط العاصمة العاصمة الجزائر، رافعين شعارات مناوئة للسلطة، وما يسمونها بالعصابة الحاكمة، ومطالبين بالحرية لنشطاء الحراك القابعين في السجون. كما نظمت مسيرات أخرى بمدن وهران وسيدي بلعباس، وتيزي وزو وتلمسان، وغيرها، نادت بإقامة دولة مدنية لا تخضع للمتورطين مع نظام الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، ومعبرة عن رفضها تحكم العسكر في الحياة السياسية. تظاهرت حشود من الجزائريين للجمعة ال51 منذ بداية الحراك الشعبي قبيل أسبوعين من الذكرى الأولى لاندلاع هذه الثورة الشعبية السلمية التي غيرت وجه الجزائر خلال عام واحد، ورفع المتظاهرون عدة شعارات مطالبة بتغيير حقيقي في تسيير شؤون البلاد، وكذا إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، والمطالبة بمدنية الدولة. وشهدت العاصمة وعدة مدن أخرى مظاهرات انطلقت قبل منتصف النهار وتزايدت أعداد المشاركين فيها بعد صلاة الجمعة، في وقت لوحظ فيه أن التعزيزات الأمنية في العاصمة كانت أقل من العادة. وجاب المتظاهرون في العاصمة عدة شوارع في اتجاه ساحة البريد المركزي التي تحولت إلى رمز للحراك الشعبي، دون وقوع أي صدامات مع قوات الأمن التي اكتفت بمراقبة المشهد، وتجمع بعد ذلك المتظاهرون في ساحة البريد المركزي وإلى غاية ساحة موريس أودان، مرددين أغان وأهازيج ناقدة للوضع الحالي وللسياسات المتبعة من طرف الحكومة الحالية، وخاصة ما يتعلق برفض التوجه نحو الغاز الصخري. من جهة أخرى كشف المحامي، عبد الغني بادي، عن اعتقال الناشط السياسي إسلام طبوش (30 عاما) صباح اليوم الجمعة من مكان عمله. وكتب الناشط الحقوقي، عبد الغني بادي عبر حسابه على فيسبوك " اعتقال الناشط اسلام طبوش من مكان عمله الآن .." وأضاف"اسلام كان قد اتصل بي قبل أيام واخبرني أنه يتعرض لمضايقات أمنية …وأخبار عن اعتقال نشطاء من بيوتهم في سطيف 300كلم شرق العاصمة ". وأطلق عبد الغني بادي حملة تضامنية بوسم الحرية لاسلام طبوش. يأتي اعتقال اسلام طبوش، مع قرار الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون( 74 عاما) بإطلاق سراح ما يقارب ال 10آلاف سجين في إطار العفو، الذي شمل الأشخاص الذي لديهم أحكام نهائية لا تزيد عن 18 شهرا حبسا نافذة. ومن بين المستفيدين من هذا العفو، معتقل واحد فقط من الحراك الشعبي المستمر منذ ما يقارب السنة. بحسب اللجنة الوطنية للافراج عن المعتقلين. ويتعلق الأمر بأصغر معتقل هو "بلقاسم جواد البالغ 17 سنة وبضعة أشهر وحكم عليه بالحبس 4 أشهر في 15 تشرين الأول/اكتوبر في وهران(غرب)بتهمة تحطيم واجهة مقر لجنة الانتخابات" وأفرج عنه مساء الاربعاء، "10 ايام قبل استنفاد عقوبته". وقالت اللجنة " العفو الجديد كما العفو الأول لا يشمل موقوفي الحراك لأن غالبيتهم لم تصدر أحكام بحقهم". وأوضحت ان "الوحيد الذي كان يمكن ان يستفيد من العفو هو محمد بلعاليا المحكوم عليه ب18 شهرا لكنه استانف الحكم وستعاد محاكمته في 18 شباط/فبراير. وبالتالي فهو غير معني". وأحصت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين 142 متظاهرا موضوعين قيد الحبس المؤقت و1300 آخرين ملاحقين قضائيا في قضايا على صلة بحملة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 كانون الاول/ديسمبر. وقال تنساوت، الثلاثاء، إن أكثر من مئتي معارض أطلق سراحهم، غالبيتهم في العام الحالي. وكان قاضي محكمة بالعاصمة أصدر حكماً قبل أيام ببراءة الناشط السياسي البارز سمير بلعربي، بعد خمسة أشهر من حبسه. و انتشرت صورة لسمير بلعربي على مواقع التواصل، رفقة أبنائه وهو يعود للمشاركة في الحراك في العاصمة اليوم. كما نظمت مسيرات أخرى بمدن وهران وسيدي بلعباس، وتيزي وزو وتلمسان، وغيرها، نادت بإقامة دولة مدنية لا تخضع للمتورطين مع نظام الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، ومعبرة عن رفضها تحكم العسكر في الحياة السياسية.