اليوم أصبح لدينا مرشحون على كل شكل ومن كل لون في انتخابات رئاسة الفيفا.. باختصار طلبك موجود وأحلامك أوامر..! تريد أميرا أو شيخا.. "حاضرين"..! نفسك في سكرتير عام على غرار بدايات رئيس الفيفا الموقوف، متوفر..! أتحلم بلاعب كرة، أيضا، موجود.. فما لدينا حالياً هو من طراز السوبر ستار، كالفرنسي ميشيل بلاتيني، لكنه حتى اللحظة "out of stock"..! أتبحث عن مساعد شخصي لرئيس سابق متخصص في المهام السرية، لدينا منتج لا بأس به، لكنه أيضا صناعة فرنسية..! أما إن كنت تبحث عن شخص مثقف وناشط سياسي لا علاقة له بكرة القدم، فعليك بالإفريقي سيكسويل.. وأما إن كنت تريد رئيس اتحاد كرة "غلبان" مطيع ومتواضع في كل شيء، فعليك بالعم موسى الليبيري..! انتظرنا حتى السادس والعشرين من أكتوبر لتظهر أمامنا 7 أسماء سيتم انتخاب أحدهم رئيسا للفيفا في السادس والعشرين من فبراير المقبل. القائمة جاءت أطول مما توقع الكثيرون، خاصة بعد أن بقينا لسنوات طوال نعيش في عباءة الإمبراطور بلاتر، إلا أنه ليس صعبا على أي متابع اختصار هذه القائمة إلى اقل من النصف، إذا ما تحدثنا عن المنافسة الحقيقية بين المرشحين السبعة، وربما نعود إلى مرحلة المنافس الأكثر حظوة، وذلك إذا جاء يوم السادس من يناير المقبل حاملا عودة المرشح الذي كان حتى الأمس القريب هو الأبرز لشغل المقعد الرئاسي الساخن، وأعني ميشيل بلاتيني. ولكن قد يتم استبعاده إذا ما مددت اللجنة الأخلاقية القانونية بالفيفا فترة إيقافه إلى 45 يوماً أخرى -وهو أمر متوقع-.. لكن إذا اكتفت اللجنة بإيقاف الستين يوما، فستختلف الحسابات ويصبح أسطورة الكرة الفرنسية قريبا من خلافة الرئيس الموقوف جوزيف بلاتر. وفي حال استثنينا بلاتيني من الحسابات الحالية، فإن معطيات اللحظة الراهنة تقول إن المنافسة ستنحصر بين الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، والإيطالي السويسري جياني إنفانتينو الأمين العام للاتحاد الأوروبي، مع ملاحظة أن سبقا ورهنا ترشحهما بعدم تمكن بلاتيني من خوض الانتخابات. الشيخ سلمان يستند بقوة على كتلته الآسيوية، وإنفانتينو كذلك يركن لمساندة قارته الأوروبية، بينما يبقى موقف الأمير علي بن الحسين الذي نافس بلاتر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة مرهون بالمتغيرات والتطورات التي تشهدها الساحة كل يوم، ولا شك أن أصوات القارة السمراء ستكون هي الدرج الذي سيحمل الفائز إلى مقعد الرئاسة! فإفريقيا لم تحسم موقفها بعد، وان كنت أظن أنها ستكون أقرب للوقوف مع الشيخ سلمان منه لمساندة الأمير علي، أو لمؤازرة إنفانتينو، الذراع الأيمن لرئيس الاتحاد الأوروبي الموقوف بلاتيني، اللذين بينهما فتور وجفاء شديدين! انتخابات رئاسة الفيفا شأنها شأن أية انتخابات أخرى، فيها من المرشحين ما يخوضها حاملا فرصة حقيقية للفوز، وفيها من يخوضها بنصف فرصة، وآخرون يخوضونها بدون فرصة تذكر، لكنهم مجرد مرشحين باحثين عن الشهرة. وبخلاف ابن إبراهيم وابن الحسين وإنفانتينو، ومعهم بلاتيني، لا أفهم لماذا ترشح مجددا الفرنسي جيروم شامبين، مساعد بلاتر السابق، وهو الذي كان عاجزا في انتخابات مايو الماضي حتى عن جمع أصوات 5 اتحادات وطنية تمنحه حق خوض الانتخابات. ولا أظن أن الجنوب إفريقي توكيو سيكسويل هو المرشح الذي يمكن أن تلتف حوله أصوات قارته السمراء ليكون مرشحا يمكن أن يزعج المنافسين الأوفر حظاً منه. ولا أملك إلا الابتسام إزاء ترشح رئيس الاتحاد الليبيري موسى بيليني لرئاسة الفيفا وهو الذي لو ترشح حتى في منطقته بغرب إفريقيا، فربما لن يحظى إلا بصوته هو! لا أتصور أننا بحاجة إلا لأسابيع أربعة حتى نصل إلى سيناريو يكون الأقرب إلى التحقق في السادس والعشرين من فبراير المقبل، فتنازلات بعض المرشحين لصالح بعضهم البعض واردة، ولا أستبعد حدوث تنسيق بين الشيخ سلمان وإنفانتينو، فالرجلان كانا من نفس المعسكر الافتراضي الداعم لبلاتيني، قبل أن يحدث ما حدث للنجم الفرنسي. أما الأمير علي فليس أمامه إلا الاتجاه استراتيجياً نحو اتحادات الكونكاكاف، وكذلك نحو إفريقيا التي لا تميل إلى فكرة مساندة إنفانتينو، كما أنها مازالت لا ترى لها مصلحة في الوقوف مع الشيخ سلمان. الوقت لازال مبكرا لتوقع نتيجة مباراة ما زالت في دقائقها الأولى وباب احتمالاتها مفتوح أمام كافة المفاجآت!