أعلنت “الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار”، مساء أمس الأربعاء، تأجيل مسيراتها المقررة الجمعة على حدود قطاع غزة، بسبب ما سمتها “الظروف الأمنية الخطيرة جداً”، عقب التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن عدوان شامل على القطاع المحاصر. وقالت الهيئة إن قرارها جاء “ارتباطاً بالظروف الأمنية الخطيرة جداً، وفي ضوء تهديدات نتنياهو بشن عدوان شامل جديد على قطاع غزة، لحماية نفسه من الملاحقة بتهم الفساد”. ومساء الثلاثاء، هدد نتنياهو بشن هجوم جديد على القطاع بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق قذيفتين صاروخيتين، من قطاع غزة نحو المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، دون وقوع إصابات. وشنت إسرائيل عدواناً على قطاع غزة بين 12 و14 من نوفمبر الجاري، أسفر عن استشهاد 35 بينهم 8 أطفال و3 نساء، وإصابة 111 آخرين بجراح مختلفة، وكان قد بدأ باغتيال بهاء أبو العطا، القيادي البارز في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وانتهى بالتوصل إلى وقف إطلاق نار برعاية مصرية. وأوضحت الهيئة في بيانها أن قرار تأجيل مسيرات العودة يأتي من أجل “تفويت الفرصة على العدو الصهيوني (إسرائيل)”. وشددت على أن قرارها غير مرتبط “بأية تفاهمات هنا أو هناك”، مؤكدة تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة إلى جانب الحفاظ على دماء أبنائه مما سمتها “أية محاولات غدر صهيونية” بغية “الاستفراد بشعبنا في سياق التوظيف السياسي”. وختمت بيانها بأن “المعركة لا تزال مفتوحة مع هذا العدو ولن ننهيها إلا بتحقيق كل أهدافنا المشروعة”. ومنذ نهاية مارس 2018، يشارك فلسطينيون في مسيرات العودة، قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة و”إسرائيل”، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع، فيما يقمع جيش الاحتلال الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة الآلاف بجروح مختلفة. والخميس الماضي، قدم المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، لائحة اتهام رسمية ضد نتنياهو بتهم تشمل الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في ثلاث قضايا فساد، ما يلقي بظلاله على مستقبله السياسي. وتشهد “إسرائيل” أزمة سياسية خانقة بعدما أخفق نتنياهو الذي يتزعم حزب “الليكود” اليميني، مرتين، في تشكيل الحكومة بعد انتخابات جرت الأولى منها في أبريل الماضي، والثانية في سبتمبر الماضي، في حين تلوح في الأفق احتمالات إجراء انتخابات جديدة مطلع العام المقبل، بعد إخفاق نتنياهو وبعده بيني غانتس، زعيم حزب “أزرق أبيض” الوسطي المعارض، في تشكيل الحكومة.