أصدرت محكمة الأممالمتحدة المتخصصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا اليوم الخميس، حكما على الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش، بالسجن 40 سنة، وذلك بعد إدانته بإحدى عشرة تهمة. وفي هذا السياق، قال أو-غون كوون القاضي في المحكمة بلاهاي إن "المحكمة حكمت على رادوفان كراديتش بالسجن 40 عاما"، وذلك بعد إدانته بجرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، ومنها القتل العمد وحصار سراييفو 36 شهرا وقصفها ومحاولة تطهير البوسنة والهرسك من المسلمين والكروات. كما حملت المحكمة كراديتش (70 عاما) المسؤولية الجنائية عن إعدام قواته نحو 8000 رجل بمجزرة سربرنيتشا عام 1995، فيما برأته من تهمة الإبادة الجماعية في سبع بلدات في البوسنة، حيث كانت لائحة الاتهام تتضمن 11 تهمة. وكان كراديتش قد قال للقضاة في أواخر عام 2012 "لقد قمت بكل ما كان ممكنا من أجل تفادي الحرب والتخفيف من العذاب البشري"، بالرغم من تورطه في مقتل آلاف البوسنيين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشاهدة مرسادا مالاغيتش التي قتل نجلاها وزوجها في مجزرة سربرينتشا "عندما أدليت بشهادتي ضده (أمام محكمة الجزاء الدولية) لاحظت أنه لا يشعر بأي ندم". وفي سياق ذي صلة، لا زال كثير من الصرب يعتبرون كراديتش بطلا، حيث شارك رئيس الكيان الصربي في البوسنة ميلوراد دوديتش الأحد الماضي في افتتاح مدينة جامعية في بالي قرب العاصمة البوسنية سراييفو، وأطلق عليها اسم رادوفان كراديتش، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن طبيب كان يشارك في الحفل قوله "نعتبره إلى حد ما شهيدا كبيرا بفضل سلوكه المحترم أمام المحكمة في لاهاي". أما الدبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد هولبروك، مهندس اتفاقات دايتون التي وضعت حدا للحرب في البوسنة، فيعتبر كراديتش "أحد أسوأ" الرجال في العالم. وعلق هولبروك عقب توقيف كراديتش قائلا "كان يؤمن فعلا بالنظريات العنصرية … كان سيصبح نازيا جيدا".