حمل مجلس الوزراء اليمني، رسميا، الثلاثاء، الإمارات المسؤولية عن “الانقلاب الذي حدث في العاصمة المؤقتة عدن بواسطة ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي”، بينما اتهم مندوب اليمن بمجلس الأمن أبوظبي بتوفير الغطاء المالي واللوجيستي والإعلامي للانقلاب. وخلال اجتماعه الاستثنائي، برئاسة “معين عبدالملك”، وبحضور جميع أعضائه، الثلاثاء، اعتبر مجلس الوزراء اليمني أن الإمارات “تتحمل كامل المسؤولية عن التمرد المسلح لميليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي وما ترتب عليه”. وشدد المجلس على ضرورة “مواجهة التمرد المسلح بكل الوسائل التي يخولها الدستور والقانون، وبما يحقق إنهاء التمرد وتطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن”. من جانبه، قال مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة، “عبدالله السعدي”، خلال اجتماع بمجلس الأمن الدولي، إن “ما تعرضت له العاصمة المؤقتة عدن ومؤسسات الدولة خلال الأيام الماضية، هو تمرد مسلح على الحكومة الشرعية من قبل ما يسمى المجلس الانتقالي وقوات الحزام الأمني التابعة له، وبدعم مالي ولوجيستي وإعلامي من قبل الإمارات”. وأكد “السعدي” أنه “لولا الدعم الكامل الذي وفرته الإمارات تخطيطا وتنفيذا وتمويلا لهذا التمرد ما كان له أن يحدث، وأن هذا المخطط التمزيقي مستمر وفي تصاعد رغم كل دعوات التهدئة التي تقودها السعودية”. وتابع: “ولعل ما حدث، يوم أمس وما زال مستمرا لليوم، في محافظة أبين من هجوم على مقر الشرطة العسكرية ومعسكر قوات الأمن الخاصة والأمن العام وبقية مؤسسات الدولة، خير دليل على ذلك”. وسيطر أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي عبر قوات “الحزام الأمني” على القصر الرئاسي في عدن ومواقع عسكرية رئيسية تابعة لحكومة “هادي” في المدينة، في أعقاب اشتباكات بين المسلحين والقوات الحكومية على الرغم من أنهما يقاتلان في صفوف التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين منذ عام 2015. والإثنين، نقلت “رويترز”، عن مصادر مطلعة قولها، إن رفض الانفصاليين في جنوب اليمن التخلي عن السيطرة على ميناء عدن، أدى إلى إرجاء قمة مزمعة-دعت لها السعودية- لبحث إعادة تشكيل الحكومة اليمنية بحيث تضم انفصاليين بغية إنهاء الوضع المتوتر. وأدت أزمة عدن، إلى ظهور شروخ في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض ويحارب جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء. وفي الوقت نفسه صعّد الحوثيون هجماتهم عبر الحدود مستهدفين البنية التحتية لصناعة النفط في المملكة. ومنذ 2015، تقود السعودية والإمارات تحالفا عسكريا في اليمن، دعما للقوات الموالية للحكومة في مواجهة “الحوثيين” المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.