حمّلت حكومة الوفاق الوطني الليبية، الإمارات مسؤولية استهداف مركز إيواء المهاجرين، في تاجوراء شرقي طرابلس، الذي راح ضحيته 53 مهاجرا وعشرات الجرحى. وذكر وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا لصحيفة “وول ستريت جورنال” أمس الخميس، أن القنبلة التي استهدفت المركز “لم تكن عادية”، وأن الغارة نفذتها مقاتلة إماراتية من طراز “إف-16”. وأوضح الوزير أن حكومة الوفاق خلصت إلى هذا الاستنتاج، استنادا إلى تحليل هدير محركات المقاتلة المهاجمة وحجم الدمار الذي لحق بالمركز جراء القصف. كما رجح باشاغا أن تكون مصر متورطة أيضا في الحادث، قائلا إن المقاتلة ربما استخدمت قاعدة مصرية عند سواحل المتوسط، إذا لم يتم تزويدها بالوقود في الجو، وذلك استنادا إلى تجربة “الغارات الإماراتية السابقة على ليبيا”. وسبق أن أكدت الهيئة الأممية المعنية بمراقبة تطبيق حظر التسليح المفروض على ليبيا، أن القاهرة وأبوظبي قدمتا دعما عسكريا لقوات حفتر في السنوات الأخيرة. وحسب تقرير صدر عن الأممالمتحدة، فقد شنت قوات حفتر غارتين على المركز استهدفت أولاهما مرآبا غير مأهول، والثانية ضربت مهجعا لحوالي 120 لاجئا ومهاجرا. وكان أحمد المسماري المتحدث باسم قوات اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، أقر باستهداف مدينة تاجوراء شرق طرابلس، نافيا في الوقت ذاته أن تكون هذه القوات مسؤولة عن استهداف مركز لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين الذي أدى لمقتل العشرات منهم. وفي مؤتمر صحفي، قال المسماري إن قوات حفتر قصفت “هدفا مشروعا في تاجوراء ومن أتى بالمهاجرين يتحمل المسؤولية”، متهما حكومة الوفاق الوطني ب”تدبير مؤامرة في محاولة إلصاق التهمة بالقوات المسلحة”، وفق تعبيره . وأضاف المسماري أن قوات استهدفت “كتائب مسلحة ومخازن أسلحة في تاجوراء عدة مرات لاحتوائها على سجون سرية”، مشيرا إلى أن “17 دقيقة تفصل بين استهداف مقر المليشيات واستهدف مقر جهاز الهجرة غير الشرعية من قبل مليشيات الوفاق الإرهابية”.