كد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء، أنّ مشروع تحالف صناعة طائرات “إف-35” لن يرى النور ومصيره الفشل في حال استبعاد تركيا. جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان بمناسبة افتتاح معرض الصناعات الدفاعية الدولي (آيدف) بنسخته ال14 بمدينة إسطنبول، الذي يستمر 4 أيام. ولفت الرئيس التركي إلى أنّ الجغرافيا التي تقع فيها تركيا، تعدّ من أكثر مناطق العالم التي تشهد اشتباكات وأزمات سياسية. وقال: “تركيا لم ولن تقبل الإملاءات في مجال الصناعات الدفاعية، كما لم تقبل الإملاءات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية”. وتطرق الرئيس التركي إلى الخطوات التي قطعتها بلاده في مجال صناعة الطائرات بدون طيار قائلاً: “باتت تركيا صاحبة كلمة في العالم بمجال تصنيع الطائرات بدون طيار سواء المسلحة منها أو غير المسلحة”. وأردف: “بدأنا بتسريع الخطوات من أجل تصنيع مقاتلاتنا التي ستكون عماد قواتنا الجوية مستقبلاً”. وأشار أردوغان إلى أنّ بلاده توجهت أول مرة من أجل امتلاك منظومة الدفاع الجوي إلى حلفائها في حلف شمال الأطلسي، مبيناً أنّ هؤلاء الحلفاء أشاحوا بوجههم عن الطلب التركي. وفي هذا الخصوص قال أردوغان: “كنا صادقين عبر التاريخ مع التحالفات التي انضممنا إليها، وقمنا بكامل واجباتنا تجاه حلفائنا، وطلبنا أنظمة دفاع جوية منهم عندما تعرضت حدودنا للاعتداء، لكن وللأسف طلبنا هذا لم يلق آذاناً صاغية”. وتابع: “الذين كانوا يختلقون الذرائع من أجل تجنب بيعنا صواريخ لمقاتلاتنا، لا يخفون دهشتهم أمام تصنيعنا صواريخ قوية بإمكاناتنا وبتكاليف منخفضة”. وشدد على أنّ بلاده عازمة على تلبية احتياجاتها واحتياجات حلفائها من العتاد العسكري وعلى رأسها البصريات والبرمجة والمحركات والتصفيح وتقنيات المحاكات والتفجير. وأكد أردوغان: “نقترب خطوة خطوة نحو هدفنا المتمثل في أن نصبح أصحاب كلمة في قطاع الصناعات الدفاعية”. وتعتزم أنقرة شراء 100 مقاتلة من هذا من الطائرات الحربية F-35 ضمن برنامج التصنيع الذي تُشارك فيه بمساهمة فعّالة من قبل الصناعات الدفاعية التركية، وبرفقة ثماني دول أخرى. وتتشارك في مشروع إنتاج المقاتلة F-35 كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وتركيا وإيطاليا وهولندا وكندا وأستراليا والدنمارك والنرويج. وتمثل تركيا المصدر الوحيد في العالم لإنتاج بعض المكونات، مثل نظام عرض قمرة القيادة. حيث تصنع الشركات التركية المشاركة في عمليات التصنيع مركز جسم الطائرة وأبواب حجيرة الأسلحة وأبراج حمولة جو-أرض المستخدمة لنقل المعدات. وتشارك أنقرة أيضاً في صناعة مكونين رئيسيين في الطائرة هما: وحدة إطلاق الصواريخ عن بُعد، ونظام عرض قمرة القيادة البانورامي، بالإضافة إلى الهيكل الميكانيكي للطائرات والقِطع التي تثبِّت دواليب الطائرات في أثناء الهبوط. وتصنع الشركات التركية أيضاً ما يمثل 40% من نظام الربط الكهربائي البيني السلكي لمحرك الطائرة، فضلاً عن الهياكل الميكانيكية للطائرات، وأجزاء معدات الهبوط، وأكثر من 100 قطعة في المحرك من بينها شيفرات الدوارات المتكاملة المصنوعة من مادة التيتانيوم. وفي هذا الشأن، قالت وكالة بلومبرغ الأمريكية في أكتوبر العام الماضي إنه في حال منعت الولاياتالمتحدة صفقة الطائرات، فإن الرئيس التركي، قد يُوقِف تدفق تلك المكونات من بلاده. وكتب وزير الدفاع الأمريكي السابق، جيمس ماتيس، في يوليو 2018، في خطابٍ له للكونغرس: “إنْ انقطع توريد المكونات التركية اليوم، فسيُسبِّب ذلك تعطُّلاً في إنتاج الطائرات، ما سيؤخر تسليم من 50 – 75 طائرة لما يقرب من 18 – 24 شهراً، إلى حين توفير مصدر آخر للمكونات”.