نظمت تظاهرات دعم للعاطلين عن العمل الاحد في الخرطوم، عاصمة السودان، الذي يواجه ازمة اقتصادية اثارت حركة احتجاجية ضد الرئيس عمر البشير منذ نحو ثلاثة أشهر. والتظاهرات التي تسبب بها قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاث مرات منذ 19 دجنبر، شبه يومية. ويتهم المتظاهرون رئيس الدولة بسوء الإدارة الاقتصادية ويطالبون باستقالته، فيما يحكم البلاد بقوة منذ انقلاب 1989. وذكر شهود أن متظاهرين نظموا احتجاجات الأحد في الخرطوم وفي مدينة أم درمان المجاورة. وقالت المصادر نفسها إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع، محاولة تفريق التجمعات. وكان المنظمون قد دعوا إلى التظاهرات لدعم “العاطلين عن العمل” في البلاد. وكتب أحد المشاركين في تظاهرة الخرطوم على قميصه، كما ذكر أحد الشهود، “أنا عاطل عن العمل، ووظيفتي الحالية هي الإطاحة بالنظام”. وارتفع معدل البطالة في السودان في السنوات الأخيرة وبلغ في الوقت الراهن نحو 20%، كما يقول صندوق النقد الدولي. وأمرت قوات الأمن التجار في أحدى أسواق أم درمان بإغلاق المتاجر، لدى بدء التظاهرات، كما قال شهود. كذلك نظمت عائلات متظاهرين مسجونين اعتصاما منفصلا أمام مقر قيادة الجهاز الوطني للاستخبارات والأمن الوطني، المتهم بقمع التظاهرات. واعتقل هذا الجهاز مئات المتظاهرين وقادة المعارضة والنشطاء والصحافيين منذ دجنبر، كما تقول منظمات غير حكومية. ولمواجهة استمرار الاحتجاجات، أعلن البشير (75 عاما)، في 22 فبراير حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد. وتفيد حصيلة رسمية ان 31 شخصا قتلوا منذ 19 دجنبر. لكن منظمة هيومن رايتس ووتش اشارت الى سقوط 51 قتيلا. ودعا عضو مجلس الشيوخ الاميركي غاس بيليراكيس الذي يزور الخرطوم، الاحد الى الافراج عن جميع السجناء السياسيين بمن فيهم متظاهرون. وقال في بيان أصدرته السفارة الاميركية “يقر جميع الاطراف بأن السبيل الافضل بالنسبة الى السودان هو انتقال (سياسي) يتم التفاوض في شأنه بين شعب السودان واحزاب المعارضة والحكومة”. ويواجه السودان الذي اقتُطعت ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية منذ استقلال جنوب السودان في 2011، تضخما يناهز 70% سنويا، كما يواجه نقصا كبيرا في العملات الأجنبية.