كشف الدبلوماسي الجزائري وأحد مؤسسي حركة رشاد، محمد العربي زيتوت، عن وجود تحركات سعودية إماراتية لإجهاض الحراك الشعبي الجزائري المطالب بعدم ترشح الرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة رئاسية خامسة. وأكد زيتوت، في تصريح لموقع “الخليج أونلاين”،أمس الأحد، أن “السعودية والإمارات تقفان ضد تطلعات الشعب الجزائري، وتريدان هدم ثورته ونشر الفوضى في البلاد، كما فعلتا في ليبيا ومصر وسوريا”. وقال زيتوت: إن “حكام السعودية والإمارات هم قلب الثورة المضادة، وهدموا الانتفاضات الشعبية بعدد من الدول العربية التي أرادت شعوبها أن تحيا، ضد الظلم والطغيان، لكونهم يعلمون أن قيام أي نظام شرعي شعبي سيؤدي إلى سقوطهم؛ لأنهم موجودون دون قاعدة شعبية”. وبيّن أن الشعب الجزائري بدأ يذكر السعودية والإمارات علناً، لذا عليهم التراجع والابتعاد عن الجزائر، (..)، “ونحن نريد تقرير مصيرنا بأنفسنا، ولا نريد أن يعتدي علينا أحد”. وحول التظاهرات المستمرة في الجزائر شدد الدبلوماسي على أن الحراك الشعبي سينجح في تحقيق أهدافه، من خلال انتفاضته الشعبية الحضارية السلمية. واتهم زيتوت قيادات الجيش الجزائري بإدارة البلاد منذ مدة طويلة، كاشفاً عن وجود مشاركة لضباط من الجيش في التظاهرات التي تدعو بوتفليقة إلى عدم الترشح، من خلال لباس مدني. وتظاهر مئات الجزائريين في العاصمة، الجمعة الماضي، ضد تدخل دولة الإمارات في شؤون الجزائر، ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها “تسقط الإمارات”، في إشارة إلى رفض تدخل أبوظبي أو أي دولة في شؤون بلادهم، في ظل تصاعد رقعة المظاهرات. وتزامنت المظاهرات مع كشف اللواء المتقاعد في الجيش الجزائري، حسين بن حديد، أن قائد أركان الجيش، أحمد قايد صالح، يتلقّى أوامر من الإمارات، ويعمل على تأزيم الأوضاع في الشارع من خلال إخافة المتظاهرين. وكانت الإمارات أدّت دوراً بارزاً فيما عُرف باسم “الثورات المضادّة” في الدول العربية التي شهدت احتجاجات مطالِبة بإسقاط أنظمة تحكمها منذ 30 عاماً وأكثر، وهو ما تخشاه أبوظبي؛ خوفاً من صعود تيارات تهدد أنظمة الحكم هناك. وظهر اسم الإمارات واضحاً في ليبيا من خلال دعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وفي مصر من خلال دعمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى تدخلها العسكري المباشر في اليمن إلى جانب السعودية. وشهد يوم الجمعة الماضي أكبر التظاهرات التي انطلقت في 22 فبراير الماضي في الجزائر، للمطالبة بعدم ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة. والخميس الماضي حذّر بوتفليقة، في رسالة للجزائريين، من “اختراق” الحراك الشعبي الحالي من قبل أي “فئة داخلية أو خارجية”، لم يسمّها، وعبّر عن “ارتياحه” لطابعها السلمي.