مع توالي الدورات، أصبح المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء يكرس نفسه كموعد ثابت ومحوري في المشهد الثقافي المغربي، نظرا للكم الهائل من العارضين المشاركين، البالغ عددهم هذه الدورة 700 عارض من 40 بلد، والإقبال الكبير الذي تعرفه أروقة المعرض من مختلف الشرائح المجتمع. المعرض الدولي للكتاب، هو موعد متميز يهدف من خلاله منظموه إلى بعث ديناميكية متجددة في المشهد الثقافي المغربي الراكد، فالزائر لهذا المعرض لا تخطأ عينه الإقبال الكبير لتلاميذ المدارس و طلبة الجامعات وكذلك الحضور القوي للعائلات المصحوبة بأطفالها طيلة أيام الأسبوع. و حسب ما أجمع عليه ممثلو بعض دور النشر الذين التقتهم “نون بريس”، فإن الإقبال الكبير على أجنحة المعرض لا ينعكس إيجابا على نسبة مبيعات المنشورات المعروضة ، حيث أكد عدد من الممثلين التجاريين لدور النشر أنه و بالرغم من العدد الكبير لزوار المعرض لا تزال نسبة المبيعات منخفضة وأقل مما كان متوقعا . الأسعار تثير حفيظة الزوار كل الذين التقيناهم أكدوا على ارتفاع أسعار الكتب، خاصة الكتب الفكرية ، مما دفعهم للاكتفاء بالتجول بين الأروقة وتسجيل عناوين بعض المنشورات للبحث عنها في الشبكة العنكبوتية. شيماء طالبة جامعية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالدار البيضاء، قالت أن ميزانيتها لا تسمع لها بشراء أكثر من 5 في المائة من العناوين التي جاءت للبحث عنها، معبرة عن استغرابها من غلاء الأسعار في الوقت الذي كانت تتوقع فيه أن تجد ما تبحث عنه بأثمنة منخفضة على ما يوجد في المكتبات. نفس الملاحظة عبر عنها نجيب طالب باحث في القانون الخاص، يتابع دراسته بكلية الحقوق المحمدية ، قائلا :” الأسعار مرتفعة جدا و على العارضين أن يضعوا في اعتبارهم أن أغلب زوار المعرض من الطلبة والتلاميذ، الذي يوفرون من مصروفهم اليومي قصد اقتناء ما جد من إصدارات “. أصحاب دور النشر بدورهم لديهم تبريراتهم لقضية غلاء الأسعار ، التي أجملوها في ارتفاع ثمن الورق وجودته ، وعدد الصفحات في الكتاب، فكتاب 100 صفحة ليس هو كتاب 300 صفحة، إضافة إلى مصاريف الشحن و النقل، حسب ما صرح به أحد العارضين “لنون بريس”، الذين أكدوا ورغم الملاحظات التي يمكن أن تكون لدى الزائرين على أثمنة بعض الكتب يبقى الإقبال لابأس به. الروايات في الصدارة اختلفت نسبة المبيعات باختلاف عناوين الكتب المعروضة ومجالاتها، فحسب تصريحات المساعدين التجاريين لأغلب دور النشر والعارضين الذين التقتهم “نون بريس” فإن الروايات تأتي في المقدمة خاصة الروايات العربية، التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ والطلبة . يقول أمين وهو مساعد لأحد العارضين من جمهورية مصر العربية،: ” الرويات هي الأكثر مبيعا عندنا، ويأتي بعدها كتب الفكر ، لكن بنسبة أقل بكثير..”. نفس الرأي عبر عنه خالد، مساعد تجاري لإحدى دور النشر المتواجدة بالمعرض، حيث عبر عن استغرابه للتفاوت الكبير بين عدد الزوار ونسبة المبيعات ، حيث علق قائلا :” للأسف رغم العدد الكبير للزوار الذين يدخلون رواقنا، إلا أن الإقبال على اقتناء الكتب يظل ضعيفا جدا”. الكتب الدينية لها قراؤها لا يمكن لزائر المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء أن لا يثير انتباهه الإقبال الكبير الذي تشهده أروقة الكتب الدينية، الأمر الذي أجمع عليه كل العارضين الذين استقت أراءهم “نون بريس” حول نسبة المبيعات مؤكدين أأنها تظل لابأس بها مقارنة مع باقي أنواع الكتب الأخرى . وحسب العارضين فزبائن الكتب الدينية من مختلف الشرائح والأعمار، لكن يبقى الطلبة الجامعيين خاصة الذين يتابعون دراستهم بكليات الشريعة، الفئة الأكثر إقبالا على هذه الكتب. وعزى عدد من الطلبة هذا الإقبال الكبير، لتوفر المعرض على بعض الكتب والمراجع التي لا يمكن أن يتم العثور عليها في المكتبات، مما يدفعهم لاستغلال أيام المعرض لاقتناء ما قد يحتاجونه في دراستهم وبحوثهم الجامعية.