يبدو أن فراغ المشهد السياسي والحزبي المغربي من الأحداث السياسية المؤثرة والنقاشات العميقةفي البرامج و الأفكار التي تخدم مصلحة المواطن المغربي، دفعت النخبة السياسية للجوء إلى نقاشات عقيمة أصبحت فيها هذه النخبة تتبادل الاتهامات حول الحياة الفردية لبعضهم البعض فيما يشبه مسخا للنقاش السياسي، كذلك هو الشأن بالنسبة للنقاش المتداول حول معاش رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران،و لباس القيادية في حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين، وغيرهم من السياسيين. ويرى رشيد لزرق، الخبير في الشؤون الدستورية والبرلمانية ، أن نقاش معاش بنكيران، يوضح أن المشهد السياسي، هو حقل يضم نخبة سياسية و أكاديمين يؤطرون التفاعلات الإنسانية، من المفترض فيهم رفع مستوى النقاش، و فق تحاليل و تطلعات واختلافات تعطي للرأي العام تصورات تمكنه من الاختيار الواعي والمسؤول، غير أن التفاعلات عندنا بلغت مستوى غير مسبوق من الإسفاف، يعاكس الرغبة الجماعية في الرفع من النصوص و تقوية المؤسسات.مشيرا إلى أن ” ما يجري في المشهد السياسي لبلادنا يجعلنا نتسائل جميعا حول حقيقة الصفات التي يحملها بعض السياسيين من أشباه النخب، تظهر ممارستهم ، للأسف أنهم مدونين ينتحلون صفة أساتذة جامعيين”. وأكد المتحدث ذاته على أن المواطنين المغاربة ينتظرهم عمل كبير في مستوى بناء ثقافة سياسية جديدة تمنح هاته المؤسسات فاعلية أكبر، للرفع من مستوى الخطاب السياسي الذي يزداد للأسف إيغالا في كل ما من شأنه أن يحدّ من المفاعيل الإيجابية للاختيار الديمقراطي. وأضاف لزرق أنه وفي الوقت الذي تتخبط فيه البلاد في أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة يتبارى بعض من سياسيينا للأسف، في إخفاء الحقائق وتسويق خطاب مخادع وانتهاج اشباه الأكاديميين أسلوب الاثارة و” البوز”، يجارون بعض السياسيين في لغة جد منحطة على مستوى الخطاب، واتجه الجميع الى اعادة لغة أقرب إلى المسخ السياسي و البؤس العلمي بدون دلالات و لا معاني في وقت كان مأمولا أن نتجه لثقافة المأسسة و مناقشة البرامج وفق نظريات علمية و عملية و ليس الاتجاه الى المناكفة. وفي الختام شدد الخبير الدستوري على أنه وبعد مرحلة الشعبوية، “أُفرزت قيادات سوقت الوهم للمواطنين معتمدة على برامج تغيب فيها أفكار هي في الأصل غير قادرة حتى على إقناع منخرطيها”.