عندما نقول إن الرجال بالمغرب يتعرضون للتعنيف من قبل زوجاتهم، فإن الأمر يبدو مبالغا فيه، لكن الأرقام التي سُجلت حول الموضوع تؤكد ذلك، إذ أن أكثر من 24 ألف رجل تعرضوا للعنف منذ سنة 2008 حتى سنة 2018. وكشفت إحصائيات للشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، أنه تم تسجيل ما يفوق 24 ألف حالة عنف ضد رجال مغاربة منذ سنة 2008 وهي سنة تأسيس الشبكة إلى غاية سنة 2018، حيث تم خلال السنة الماضية تسجيل 2500 حالة عنف. وفي تصريحه ل”نون بريس”، قال عبد الفتاح بهجاجي، رئيس للشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، إن هناك أنواعا للعنف الذي يُمارس على الرجال من قبل النساء، من ضمنها العنف الجسدي والذي يشكل ما بين 20 حتى 25 في المائة من عدد الحالات، ونفس النسبة يسجلها العنف اللفظي، إضافة إلى العنف القانوني أي الأذى الذي يترتب عن تطبيق بعض مقتضيات مدونة الأسرة مثل النفقة. وأضاف بهجاجي، أنه من الحالات التي استقبلتها الشبكة هي الطرد من بيت الزوجية؛ بحيث أن الزوجة تستولي على كل الوثائق (جواز السفر، أوراق ملكية المنزل وغيره..). وكمثال على هذا النوع العنف، فقد استقبلت الشبكة، حالة لرجل يبلغ من العمر 75 سنة حيث تم طرده من المنزل من قبل زوجته وابنتيه بمنطقة شعبية بمدينة الدارالبيضاء بحجة أنه ( أنه ليس في المستوى…) ويعيش إلى حدود الساعة في مرآب في ملكية الجيران كما يتكفلون بمده بالأكل. وهناك نوع آخر من العنف، وهو التحرش، حيث تم تسجيل حالات قليلة جدا تتعلق دائما بعلاقة الشغل، يضيف رئيس للشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال قائلا:” أن هناك سيدا يشتغل في شركة كانت تراوده رئيسته في العمل وعندما رفض، أثارت له مشاكل ليتم طرده بعد ذلك”. وقال بهجاجي إنه ومنذ 29 فبراير من سنة 2008 إلى سنة 2018 “لم نعتقد أن هذا العدد سيكون مرتفعا، بحيث أن الشبكة سجلت أكثر 24 ألف حالة عنف ضد رجال ممن حضروا لمقر الشبكة، فيما يوجد أكثر من ذلك، إذ أن أغلبهم يتصل عبر الهاتف أو إرسال وسيط، أو بريد إلكتروني. كما تستقبل الشبكة حالات لرجال في الغربة، بعدما ترفع الزوجة قضية إهمال أو طلاق بحقّ زوجها المهاجر؛ ولدى دخوله المغرب، عليه الاختيار بين السجن أو دفع نفقة”. وأكد بهجاجي أنه لا يمكن الكشف عن الأرقام الحقيقية على اعتبار أن نسبة كبيرة من الاعتداءات لم يتم التبليغ عنها من طرف المعنفين خوفا على سمعتهم أو خوفا من تأثير ذلك على حياتهم المستقبلية. مشيرا إلى أن الضحايا يحضرون إلى مقر الشبكة بالدارالبيضاء من مختلف مناطق المملكة، وينتمون إلى فئات عمرية مختلفة تبدأ من 26 إلى 75 سنة، كما ينتمون لطبقات اجتماعية مختلفة أيضا من عاطل عن العمل ينتمي للطبقة الهشة إلى غني يعيش مستوى راقٍ. أما على المستوى الثقافي فمن أمِّيٍٍ إلى أستاذ جامعي. ويرتبط العنف ضد الرجال بأسباب عدة، وفق المتحدث ذاته، أولها غياب ثقافة الحوار والعنف المتأصل في التنشئة، وقد أصبح العنف الطريقة الأسهل للتواصل. إضافة إلى أن للتربية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بالزوجين أثرها الكبير. وبحسب البهجاجي فإنه في بعض الأحيان، تضغط الزوجة على زوجها اقتصاديّا ليدخل الأطفال إلى مدرسة خاصة أو ليشتري سيارة، وبالتالي؛ افتقرنا إلى القيم الزوجية الحقيقية كالمودة والرحمة. وشدد رئيس للشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، على أن العنف تجاه الرجل لا يترتبط بالسن أو المستوى الاجتماعي والثقافي، وإنما متجذر في المجتمع. مشيرا إلى أنه لو كانت هناك مراكز استماع في مختلف المدن لما شهدت هذه الظاهرة ارتفاعا.