دخل الدفاع الجديدي لكرة القدم مرحلة جديدة بعد انتخاب عبد اللطيف المقتريض أمين المال السابق رئيسا في الجمع العام الذي عقده الفريق يوم الإثنين الماضي بالغولف الملكي بالجديدة. لقد كان لافتا للانتباه قبل الجمع العام أن سباق الرئاسة دخله ثلاث مرشحين، أبدى كل منهما رغبته في تولي رئاسة الفريق، ومثلما كان متوقعا فقد أعلن مرشحين اثنين انسحابهما من السباق، لكن اللافت في الجمع العام الذي سبق انتخاب المقتريض رئيسا للفريق أنه لأول مرة في تاريخ الجموع العامة للفريق يعرض المرشحون برامجهم وتصوراتهم للمرحلة المقبلة، بل إن المقتريض عقد لقاء مع الصحفيين والمنخرطين وعرض برنامج عمله، الذي حمل ضمنيا تشخيصا لوضعية الفريق، ورؤية لما يجب أن يكون عليه، وهو البرنامج الذي ضمنه في كتيب هو أشبه ب»خارطة طريق»، عنوانها العريض «لنبني جميعا دفاع الغد». لقد نجح المكتب المسير السابق الذي كان المقتريض واحدا من أعضائه في قيادة الفريق لإحراز أول لقب في تاريخه، بعد تتويجه بلقب كأس العرش على حساب الرجاء، وهو اللقب الذي أدخل الفريق سجل المتوجين بالألقاب، وجعله يضع نقطة نهاية لسنوات عجاف، كان خلالها الفريق في عدة مرات قريبا من الفوز باللقب، أو بكأس العرش بدليل خسارته لثلاث نهايات، لكنه كان يفتقد للسرعة النهائية، مما فوت عليه الكثير من الألقاب. لقد كان بإمكان الدفاع الجديدي أن يحقق نتائج أفضل في الأربع سنوات الأخيرة، إلا أن «حرب الطوائف» داخل المكتب المسير وحسابات السياسة الضيقة، ولغة التوازنات وجبر الخواطر وغياب صوت حاسم، جعل الفريق يمضي بدون بوصلة، لذلك، فإن الصراعات ظلت تستنزف الكثير من الجهد والوقت، وبدل خدمة الفريق فإن هناك من كان يسعى لخدمة موقعه، أو ووضع العصا في العجلة، فقط لأنه لا يصنع الحدث. المقتريض الذي يحمل معه دفق الشباب والذي يعرف جيدا الهزات والتصدعات التي عاشها المكتب المسير وتركت أثرها السلبي على الفريق، سيكون مطالبا وهو يضع رجله في كرسي الرئاسة أن يختار في البداية مكتبا مسيرا متجانسا، فليس الأساسي هو أن يضم المكتب المسير 15 عضوا، أو أكثر، من أجل جبر الخواطر، ولكن الأساسي هو وضوح الرؤية والانسجام والتقيد ببرنامج عمل احترافي بفريق عمل مصغر، لأن التجارب أثبتت أن مهمة بعض الأعضاء هي التقاط الصور فقط، أما بعد ذلك فما عليه إلا أن يعود إلى الكتيب الذي وزعه على المنخرطين والصحفيين، وأن يحرص على تنزيله، ففيه رؤية واضحة، لما يجب أن يكون عليه الفريق في المرحلة المقبلة، وفيه الكثير من الأمور الإيجابية، والتي تهم مختلف مكونات الفريق. إذا تم وضع اليد في اليد، ولم تكن هناك توازنات هدفها جبر الخواطر في اختيار أعضاء المكتب المسير ، وإذا تم إبعاد «مسامير الميدة»، والمتنفعين والوصوليين، فإن مستقبل الدفاع الجديدي سيكون بخير.