كشف وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، الثلاثاء، تفاصيل استماعه لتسجيل لحظة مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، مطلع الشهر الماضي. وأوضح “جاويش أوغلو”، في مقابلة مع صحيفة “سود دويتشه تسايتونج” الألمانية، أن التسجيل يظهر أن جريمة اغتيال “خاشقجي” تمت عمدا واستغرقت 7 دقائق، مشيرا إلى أن رئيس الطب الشرعي السعودي “صلاح الطبيقي” كان يوجه التعليمات للقتلة وهو يستمع للموسيقى أثناء تقطيع الجثة. وأضاف: “يبدو أن الطبيقي كان مستمتعا أثناء قيامه بذلك، هو يحب التقطيع.. هذا مقرف ومروع”. وأكد وزير الخارجية التركي أن العديد من الأسئلة حول الجريمة لا تزال بحاجة إلى إجابة، وأهمها: “من هو المتعاون المحلي الذي قالت السلطات السعودية إن القتلة سلموه الجثة؟”. ولفت إلى أن السلطات السعودية، أرادت إرسال صور تقريبية للمتعاون المحلي، متسائلا: “لماذا صور وهم (القتلة) يعرفون أسماءهم؟”. وتابع “جاويش أوغلو”: “الادعاء العام السعودي يطلب منا المعلومات، إلا أنهم في الوقت ذاته لايعطونا المعلومات”. وحول إمكانية عقد لقاء بين “أردوغان” و”بن سلمان” على هامش اجتماعات قمة العشرين، أوضح الوزير التركي أن “أردوغان” يجري تقييما حول ذلك، مشيرا إلى أن “طلب بن سلمان لقاء أردوغان جرى في اتصال هاتفي سابق معه، ولم يعطه الرئيس التركي إجابة وقتها”. وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن العديد من الأطراف الدولية حمّلت ولي العهد السعودي مسؤولية جريمة اغتيال “خاشقجي”. وأبدى “جاويش أوغلو” دهشته من تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، التي دافع فيها عن “بن سلمان” قائلا: “لا أعرف لماذا تحدث ترامب بهذه الطريقة، ولا أعلم ما إذا كان لدى الأمريكيين أدلة أخرى”. وكان “ترامب” قد صرح بأن عدم وضوح تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA تسبب في تقارير إعلامية مغلوطة حول دور “بن سلمان” في اغتيال “خاشقجي”، زاعما أن “العالم المتوحش هو من يجب محاسبته على الجريمة”. جاء ذلك رغم ترجيح التقرير بوضوح لمسؤولية ولي العهد السعودي عن الأمر باغتيال “خاشقجي”، بما يتناقض مع ادعاءات الحكومة السعودية بأنه غير ضالع في الجريمة. ويعتبر تقييم الاستخبارات المركزية الأمريكية، الذي يتمتع بثقة عالية من المسؤولين الأمريكيين، هو الأكثر دقة حتى الآن لربط “بن سلمان” بالعملية، ما يعقد جهود إدارة الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، للحفاظ على علاقتها مع حليف وثيق.