دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء 06 نونبر، إلى إنشاء “جيش أوروبي حقيقي” للدفاع عن القارة بوجه قوى مثل روسياوالصين و الولاياتالمتحدة. جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه إذاعة “أوروبا 1” صباح اليوم في سياق أسبوع من المراسيم في الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى. ورأى ماكرون الذي يدعو منذ وصوله إلى السلطة العام الماضي إلى قوات عسكرية أوروبية مشتركة، أن على أوروبا أن تحد من اعتمادها على القوة الأمريكية، ولا سيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق للحد من الاسلحة النووية وقع في الثمانينات. وقال “علينا أن نحمي أنفسنا تجاه الصينوروسيا، وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية”. وتابع “حين أرى الرئيس ترامب يعلن انسحابه من اتفاقية كبرى لنزع السلاح أبرمت بعد أزمة الصواريخ في أوروبا في الثمانينات، من يكون الضحية الرئيسية؟ أوروبا وأمنها”. وأكد في المقابلة التي سجلت مساء الاثنين في فردان بشمال شرق فرنسا فيما يجول الرئيس على أنحاء فرنسا للمشاركة في مراسم مختلفة “لن نحمي الأوروبيين ما لم نقرر أن يكون لنا جيش أوروبي حقيقي”. وقال إنه بمواجهة “روسيا … التي أظهرت أن بإمكانها أن تشكل تهديدا (…) إننا بحاجة إلى أوروبا تتولى الدفاع عن نفسها بشكل افضل، بمزيد من السيادية، بدون أن تكتفي بالاعتماد على الولاياتالمتحدة”. وكان قد أسس الاتحاد الأوروبي صندوقا دفاعيا بعدة مليارات اليورو العام الماضي بهدف تطوير قدرات أوروبا العسكرية وجعل القارة أكثر استقلالية على الصعيد الاستراتيجي. كما تزعمت فرنسا جهودا لإنشاء قوة من تسع بلدان تكون قادرة على التحرك سريعا لتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة وعمليات إجلاء من مناطق حرب وتقديم الإغاثة عند وقوع كوارث طبيعية. وأضاف ماكرون في المقابلة “السلام في أوروبا هش” مضيفا “تعرضنا لمحاولات تسلل في الفضاء الإلكتروني وعدة تدخلات في ديموقراطياتنا”، في إشارة واضحة إلى روسيا. كما حذر من “قوى متسلطة تعود إلى الظهور وتعيد التسلح عند تخوم أوروبا”. وحذر من “عبثية النزاعات، عبثية القومية العدوانية” التي تعود على حد قوله إلى الظهور في “أوروبا تزداد شقاقات” بفعل الأحزاب التي “تؤجج المخاوف في كل مكان”.