صعَّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من لهجته في الحديث عن قضية اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، بعد دخوله مقرّ قنصلية بلاده في إسطنبول قبل أيام. وقال ترامب في مقابلة مع “سي.بي.إس”، أمس السبت: إنه “سيكون هناك عقاب شديد للسعودية إذا كان خاشقجي قُتل في قنصليَّتها بتركيا”. ووصف القتل المحتمل لخاشقجي بأنه “مروع ومثير للاشمئزاز، وقد تكون له تبعات شديدة خصوصا أنه صحفي”. من جهة أخرى أكد مصدر سعودي رفض المملكة التام لأي تهديدات سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد ما وصفها بالاتهامات الزائفة، فيما كشف اعتزام المملكة الرد في حال فرض عقوبات عليها. يأتي ذلك بعدما توعد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” باتخاذ موقف قوي ضد السعودية حال تأكُد تورطها في قتل وإخفاء الصحفي السعودي المعروف “جمال خاشقجي”، عقب زيارة القنصلية السعودية بإسطنبول؛ في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مهددا بفرض عقوبات شديدة ستقررها الولاياتالمتحدة إذا ثبت تورط المملكة في القضية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن المصدر (لم تسمه) قوله: “إذا تلقت المملكة أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر”، مشيرا إلى أن “لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، ولا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي”. وأضاف المصدر أن “هذه التهديدات لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية، والدولية، ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعبا ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط”. ودعا المصدر إلى “الحكمة والتروي والبحث عن الحقيقة، بدلا من التعجل والسعي لاستغلال الشائعات والاتهامات لتحقيق أهداف وأجندات لا علاقة لها بالبحث عن الحقيقة”. وصباح الأحد، هبط المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية بأكثر من 7%، بفعل تخوفات المتعاملين من إمكانية فرض الولاياتالمتحدة عقوبات على المملكة. وتراجعت أسهم 183 شركة في تعاملات، اليوم، مقابل صعود شركة واحدة، من أصل 188 شركة مدرجة في البورصة. وذكرت وكالة “بلومبرغ”، أن “الأوضاع الجيوسياسية هبطت بالبورصة السعودية.. استمرار إصرار المملكة على موقفها النافي لأي علاقة لها باختفاء خاشقجي لن يكون في صالح السوق”. واختفى “خاشقجي” (60 عاما)، في 2 أكتوبر الجاري، عقب دخوله مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول دون أن يخرج منها، فيما أكدت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن وكالات استخبارات أجنبية بات لديها أدلة بالصوت والصورة على قتل “خاشقجي” داخل القنصلية السعودية. وأثارت قضية “خاشقجي” الرأي العام العالمي، وعبّرت دول غربية وأوروبية عن قلقها إزاء اختفائه، وطالبوا بالكشف عن مصيره فورا.