رفضت المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، تهديدها بالعقوبات الاقتصادية والسياسية بسبب قضية إختفاء الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول، مؤكدة أنها سترد على أي اجراء يتخذ ضدها “بإجراء أكبر”، وذلك بعد ساعات من تهديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب “بعقاب قاس”. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول سعودي أن السعودية تؤكد “رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة”، مؤكدة أنها “إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر”. وأكد البيان، أن “الاتهامات الزائفة لن تنال من المملكة، ومواقفها الراسخة، ومكانتها العربية والإسلامية والدولية، ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال”، متابعا “تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي”. ولفت البيان إلى أن “المملكة تقدر وقفة الأشقاء في وجه حملة الادعاءات والمزاعم الباطلة، كما تثمن أصوات العقلاء حول العالم الذين غلبوا الحكمة والتروي والبحث عن الحقيقة، بدلا من التعجل والسعي لاستغلال الشائعات والاتهامات لتحقيق أهداف وأجندات لا علاقة لها بالبحث عن الحقيقة”. ويأتي الرد السعودي بعد أن توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب المملكة بعقاب شديد في حال أثبتت التحقيقات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول بتركيا، مستبعدا فرض عقوبات على مبيعات الأسلحة للمملكة حتى لا يضر بالوظائف الأمريكية. وقال ترامب في مقابلة ببرنامج “60 دقيقة” مع قناة “سي بي أس” الأميركية، ردا على سؤال حول مقتل خاشقجي بأمر من ولي العهد محمد بن سلمان “لا أحد يعلم حتى الآن، ولكننا سنعرف، الأمر قيد التحقيق، ونفحصه بدقة، وسأكون غاضبا بشدة إذا كانت القضية بهذا الشكل”. وأضاف ترامب “حتى هذه اللحظة، هم ينكرون (السعوديون) بشدة، يمكن أن يكون هم، نعم”، كما أكد أنه وحال معرفة الحقيقة سيكون هناك عقاب شديد. وردا على سؤال حول الخيارات الأمريكية في حال تأكد مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وهل ستفرض عقوبات على السعودية، قال ترامب، “هذا يعتمد على نوع العقوبات، على سبيل المثال، هم يطلبون منا معدات أسلحة، ما لا أريد أن أفعله هو الإضرار بالوظائف الأميركية، ولا أريد أن أخسر طلبيات مثل هذه”. وكانت مصادر إعلامية تركية تحدثت عن احتمال بأن يكون الصحافي المعارض السعودي جمال خاشقجي قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، قبل نحو أسبوع، الأمر الذي نفته المملكة وأعلنت عن استعدادها للمشاركة في التحقيقات لمعرفة مصيره.