اهتزت فرنسا الليلة الماضية، على وقع تفجيرات شملت ستة مواقع بباريس، وخلفت 120 قتيلا على الأقل وأكثر من 200 جريح، ضمنهم 80 في حالة خطيرة. وبحسب ما أورده موقع "الجزيرة"، فإن هذه التفجيرات وقعت في ستة أماكن، وهي مسرح باتاكلان في وسط باريس الذي تعرض لهجوم قتل فيه نحو مئة شخص، بينما تعرّض مركز للتسوق قرب باريس لهجوم أيضا. ووقعت التفجيرات أيضا، قرب ملعب فرنسا الدولي في الضاحية الشمالية لباريس، وفي الشرق الباريسي حيث توجد حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الأسبوع على مقربة من ساحة الجمهورية، إضافة إلى تفجيرات شملت شارع لافونتين أوروا، شارع فولتير، شارع شارون. مسرح باتاكلان اقتحم عدد من المسلحين مسرح باتاكلان الذي كان يقدم حفلة لموسيقى الروك وباشروا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الحضور، بعدها احتجزوا رهائن لمدة ثلاث ساعات تقريبا. وقال أحد شهود العيان الذي كان في المسرح "سمعت المهاجمين يقولون للرهائن إنها مسؤولية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.. ما كان عليه التدخل في سوريا"، مشيرا إلى أن المهاجمين تكلموا كذلك عن العراق. وقال شاهد آخر كان موجودا في المسرح ساعة الهجوم "تمكنت برفقة والدتي من الهروب من مسرح باتاكلان وتجنبنا الرصاص.. شاهدت الكثير من الأشخاص على الأرض"، مبرزا أنه "شاهد عددا من الأشخاص يدخلون وبدؤوا فورا بإطلاق النار من جهة المدخل". وهاجمت الشرطة المسرح قبيل الساعة 12:30 بعد منتصف الليل حسب توقيت باريس (11:30 ليلا حسب توقيت غرينتش) وأنهت عملية احتجاز الرهائن نحو الساعة الواحدة صباحا. وجاءت الحصيلة عشرات القتلى بينهم أربعة مهاجمين قتل ثلاثة منهم بعدما فجروا الأحزمة الناسفة التي كانوا يرتدونها، في حين أصاب عناصر الشرطة مهاجما رابعا انفجر حزامه بعد سقوطه، بحسب ما أفاد به مصدر مقرب من التحقيق. ملعب فرنسا الدولي وقع أول انفجار قرابة الساعة 9:20 ليلا (8:20 ليلا بتوقيت غرينتش) على مقربة من ملعب فرنسا الدولي شمال باريس حيث كانت تجري مباراة في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا. وتم على الفور إجلاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي كان يحضر المباراة، وأقفلت كل مداخل الملعب. وأفاد مصدر مقرب من التحقيق بأن أربعة أشخاص قتلوا -بينهم ثلاثة مسلحين- شاركوا في الهجمات. وأفادت مصادر في الشرطة وأخرى مقربة من التحقيقات بأن واحدا على الأقل من الانفجارات التي سمعت نتج عن تفجير أحد المهاجمين لنفسه، فيما تواصلت المباراة حتى نهايتها، وتم إخلاء الملعب بهدوء. شارع لافونتين أوروا على بعد مئات الأمتار من مسرح باتاكلان، أطلقت النيران في شارع لافونتين أوروا على مطعم بيتزا يدعى "لا كازا نوسترا"، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص برصاص "سلاح رشاش" بحسب أحد الشهود، الذي أضاف أنه وقع خمسة قتلى على الأقل، وأن الدماء كانت في كل مكان. وقال شاهد آخر إنه رأى سيارة فورد سوداء تطلق النار، وشاهد رصاصات فارغة على الأرض. شارع فولتير أفاد مصدر قضائي بأن هجوما آخر وقع في شارع فولتير الذي يقع فيه مسرح باتاكلان، أدى إلى وقوع قتيل، ولم تعرف المسافة التي تفصل بين مكان سقوط القتيل والمسرح، كما قتل في هذا الشارع مهاجم، بحسب مصدر مقرب من التحقيق. شارع ألبير وعلى مسافة غير بعيدة شمالا، وقع إطلاق نار عند تقاطع شارعي بيشار وألبير أمام شرفة مطعم "لوبوتي كامبودج"، مما أدلى إلى مقتل 14 شخصا، إذ قالت امرأة كانت في المكان إن "الأمر أشبه بالمشهد السوريالي.. كان الضحايا على الأرض من دون حراك". وأضافت المتحدثة ذاتها، أن "الأمر جرى بهدوء ولم يفهم الناس ما حصل، وشاهدت شابا يحمل فتاة بين يديه بدت ميتة". شارع شارون وعلى مسافة قريبة شرقا، تكرر المشهد نفسه في شارع شارون حيث قتل 18 شخصا. وقال شاهد إنه سمع إطلاق نار "عبارة عن رشقات لدقيقتين أو ثلاث"، مضيفا "شاهدت العديد من الجثث المغطاة بالدم على الأرض". وتابع أن إطلاق النار استهدف مطعما يابانيا ومقهى.