بدت باريس صباح اليوم في حالة صدمة، بعد ليلة قتل فيها ما لا يقل عن 127 شخصا وأصيب مئتان على الأقل في سلسلة هجمات تعرض لها مسرح ومطاعم في أماكن مختلفة من العاصمة الفرنسية. و خلت الشوارع من المارة على غير العاد هذاو شهد مسرح باتاكلان سقوط أكبر عدد من الضحايا، حيث قالت مصادر أمنية إن 80 شخصا على الاقل لقوا مصرعهم عند تدخل قوات الأمن لتحرير الرهائن المحتجزين في المسرح الذي كان به نحو 1500 شخص في بداية الحادث. وجاء اقتحام قوات الأمن مسرح باتاكلان بعدما أطلق محتجزون فيه تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قالوا فيها إن المسلحين يواصلون عمليات قتل الرهائن، بينما أفادت رويترز بأنه سمع دوي خمسة انفجارات في محيط المسرح. وكانت الشرطة الفرنسية قد أعلنت أن ثلاثة من مهاجمي مسرح باتاكلان فجروا أنفسهم وقتلت هي الرابع، في حين قتل آخر إثر تفجيره نفسه قرب ملعب فرنسا الدولي شمال العاصمة. وأوضح المدعي العام أن "التحقيق سيركز على تحديد ما الذي جرى في ستة مواقع: في ملعب فرنسا الدولي، وشارع شارون حيث سقط 18 قتيلا، وفي شارع فولتير حيث سقط قتيل واحد، وفي شارع ألبير حيث سقط 14 قتيلا، وفي شارع لافونتين أوروا حيث سقط خمسة قتلى"، فضلا عن مسرح باتاكلان. من جهة أخرى أعلن المدعي العام في باريس أن التحقيق الذي فتح في هجمات باريس التي وقعت مساء الجمعة، يجب أن يحدد "هل هناك متواطئون أو مشاركون لا يزالون فارين؟". وقد أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى إغلاق كامل للحدود وبعض المناطق، وذلك في خطاب مقتضب ألقاه بعد تفجيرات باريس، في حين أعلنت الخارجية الفرنسية أن المطارات ستظل تعمل والرحلات الجوية تتواصل. من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي جاك ميارد في نشرة سابقة على الجزيرة، إن مجلس الوزراء سيقر مرسوما يفرض من خلاله حالة الطوارئ في البلاد بما يمنح الشرطة صلاحيات واسعة، كما تتمكن بموجبه من القيام بعمليات دهم ليلية ومداهمة كل الأماكن التي تراها مشبوهة. ودعت السلطات الفرنسية سكان العاصمة إلى عدم الخروج من بيوتهم، في حين تواصل أجهزة الأمن تحرياتها بشأن ملابسات تلك التطورات الأمنية المثيرة التي أعادت إلى الأذهان الهجمات التي شهدتها باريس يوم 11 يناير/كانون الثاني الماضي عندما استهدف مسلحون مقر مجلة شارلي إيبدو الساخرة. وقد أدانت أطراف دولية وداخلية كثيرة تلك الهجمات التي تأتي في وقت تستعد فيه فرنسا لاستقبال حدث عالمي، وهو قمة المناخ المقرر لها أواخر الشهر الجاري.