نددت القيادة العسكرية الأمريكية بأساليب التحالف العربي الذي تقوده السعودية في تحقيقه بمقتل 50 طفلا جراء غارة جوية على محافظة صعدة اليمنية. وحث قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال جيفري هاريغان، التحالف على إظهار استعداد أكثر في التحقيق بالحادثة المأساوية التي وقعت في منطقة ضحيان باليوم التاسع من الشهر الجاري، وذلك في تصريح يعكس، حسب صحيفة "نيويورك تايمز"، السخط المتزايد في واشنطن حيال النزاع الذي تحول إلى ما تصفه الأممالمتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الجنرال قوله أثناء مقابلة هاتفية: "عليهم (التحالف) أن يخرجوا ويكشفوا علنا عما حدث هناك". وأعرب الجنرال عن قلق البنتاغون إزاء سقوط ضحايا بين المدنيين في اليمن، وأشار إلى أن التحالف العربي مطلع على هذا القلق، مشددا على أن "مفتاح الحل هو اتخاذ الإجراء المناسب". واعتبرت الصحيفة هذه التصريحات أحدث وأشد الانتقادات العلنية التي وجهتها واشنطن إلى التحالف. في غضون ذلك، أفادت شبكة CNN بأن البنتاغون وجه إلى الرياض تحذيرا صارما مفاده أن واشنطن قد تخفض الدعم العسكري والاستخباراتي لعمليات التحالف العربي في اليمن ما لم تظهر السعودية عزما على تقليص عدد الضحايا المدنيين في هذه البلاد. ونقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين على موقف البنتاغون بهذا الخصوص قولهما إن "الإحباط يتزايد"، حيث يشعر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس وقائد عمليات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل بقلق من دعم الولاياتالمتحدة حملة التحالف في اليمن. وذكر أحد المسؤولين أن البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية بعثا برسائل تحذير مباشرة إلى الرياض مشددين على ضرورة وضع حد لسقوط الضحايا المدنيين جراء غارات التحالف. وخلصت الشبكة إلى أن ماتيس، بعد حادثة صعدة، اتخذ موقفا أكثر شدة على ما يبدو إزاء السعوديين وأصدر توجيهات مناسبة إلى مسؤولي وزارته، حيث نقل الجنرال الأمريكي مايكل غاريت إلى الرياض في 12 الشهر الجاري رسالة صارمة من البنتاغون بطلب إجراء تحقيق شفاف في الحادثة.