قالت صحيفة «التايمز» إن قوات التحالف زادت من ضرباتها الجوية على مدينة الموصل، رغم اعترافها بالمسؤولية عن الغارات الجوية في 17 مارس من الشهر الحالي، التي قتلت العشرات في حي الجديد. ويشير التقرير إلى أن عدد الطلعات الجوية ارتفع بنسبة 14% بمعدل سقوط 500 قنبلة على غرب الموصل أسبوعيا، مستدركا بأنه مع ذلك فإن القوات العراقية لا تزال تواجه مقاومة شديدة من المقاتلين على الأرض. وتورد الصحيفة أن مسؤولا عسكريا أمريكيا كشف عن مقتل 774 جنديا عراقيا في المعركة على الموصل، منهم 490 جنديا في شرق الموصل، و284 جنديا في المعركة الدائرة على الجزء الغربي منها، فيما جرح على الأقل 4700 جندي. ويلفت التقرير إلى أن القوات الأمريكية بدأت ليلة الأربعاء تحقيقا في ما يعتقد أنه أسوأ غارات يقتل فيها مدنيون منذ بداية الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة على تنظيم الدولة، بل منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث أعلن مسؤول القيادة المركزية في الشرق الأوسط جوزيف فوتيل عن بدء التحقيق في الغارات التي ضربت عددا من البيوت المتقاربة، والبحث في الظروف التي أدت إلى وفاة الأعداد الكبيرة من المدنيين. وكتبت صحيفة «التايمز» البريطانية عن التفاصيل التي كشف عنها الجيش العراقي، وغير المعروفة سابقا، التي تظهر صورة قاتمة عن الهجوم الذي «غاص» فيه الجنود، ويواجهون قتالا من شارع إلى شارع في المدينة القديمة. ويكشف التقرير عن أن القائد العام لقوات التحالف ضد الدولي الجنرال ستيفن تاونسند اعترف بأنها «من أشد وأكثر المواجهات وحشية التي مرت علي خلال 34 عاما من خدمتي في الجيش»، مشيرا إلى أن تاونسند قاد في السابق القوات الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان. وتفيد الصحيفة بأن آلافا من مواطني الموصل هربوا من الأحياء التي يسيطر عليها الجهاديون، مستدركة بأن عشرات الآلاف لا يزالون عالقين في بيوتهم دون دفاع أو حماية من الجهاديين. وينوه التقرير إلى أن مروحيات التحالف قامت بإطلاق النار على مواقع التنظيم خارج محطة القطار في المدينة، وقال مراسلون لوكالة أنباء «رويترز» إن قتالا كثيقا ومستمرا كان يسمع من مناطق المدينة القديمة، حيث يختبئ المقاتلون ويتحركون في الأزقة وفي بيوت الناس، ويتسللون إلى الشوارع. وتذهب الصحيفة إلى أن «الظروف التي تحيط بالغارات التي شنت على مواقع سكنية قبل أسبوعين هي محل جدل، حيث قال مواطنون إن مقاتلي التنظيم كانوا قريبين من البنايات أو على سطوحها عندما تعرضت للغارات، واتهم المراقبون العراقيين بطلب الغارات الجوية مع معرفتهم بوجود مدنيين في المنطقة، وتم نشل أكثر من مئة جثة بين الأنقاض، ويقدر عدد القتلى بحوالي 240 قتيلا، ويزعم الجيش العراقي أن شاحنة انتحارية كانت موجودة في المكان، وبأنها انفجرت بعد استهداف الطيران لها». ويذكر التقرير أن المحققين سيقومون بالنظر في مزاعم وجود مفخخات زرعها التنظيم في البناية، وقال الجنرال تاونسند: «كان يجب ألا تدمر الذخيرة التي استخدمناها البناية بشكل كامل»، منوها إلى أن وزارة الدفاع نفت أن تكون خففت من قواعد الاشتباك بشكل تسبب بمقتل المدنيين، الذين يتسامح مع سقوطهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وعد في أثناء حملته الانتخابية بضرب تنظيم الدولة بالقنابل العنقودية. وبحسب الصحيفة، فإن البنتاغون أكدت أن سلطة اتخاذ قرارات شن غارات فوضت للقادة الميدانيين، وكانت النتيجة واضحة من الأرقام المتوفرة عن العمليات في أسبوع واحد، حيث تم إسقاط 600 قنبلة على غرب الموصل، بحسب القائد في سلاح الجو الجنرال ماثيو إسلر، وتشارك في العمليات المقاتلات «بي-52» و»إي-10» و»ورث دوغز» وطيران البحرية الأمريكية «أف إي-18» و»هارييرز» وطائرات دون طيار «بردتيور» وسلاح الجو البريطاني «تايفون»، والطيران الفرنسي «رفائيل» والبلجيكي «أف-16». ويبين التقرير أنه من أجل تحديد الأهداف للمقاتلات، فإنها قامت بوضع مراقب طيران مع الفرقة العراقية التاسعة في الموصل، الذي يقوم بتوجيه طياري دول التحالف من خلال علامات ليزر؛ ليقوموا بإطلاق القنابل الموجهة بدقة لاهدافها. وتختم «التايمز» تقريرها بالإشارة إلى قول متحدث باسم القيادة المركزية: «لو تم تحديد مدنيين في منطقة الهجوم العسكري المشروع، فإن لدى الطيارين القدرة على عدم إطلاق القنابل، أو يمكن تحويل مسارها لتتجنب وقوع ضحايا مدنيين».