تواصلت الأصداء الواسعة في وسائل الإعلام العالمية عن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى أنقرة ورصد دولة قطر استثمارات هائلة لصالح الاقتصاد التركي . وأكد موقع بلومبيرغ أن الليرة التركية حققت ارتفاعا بنسبة 6 في المئة بعد أن إعلان تميم حزمة من الاستثمارات بعد اجتماع استمر 3 ساعات ونصف الساعة مع الرئيس التركي في أنقرة. ويأتي ذلك في أعقاب سلسلة من الخطوات العاجلة التي يتخذها أردوغان لحماية الاقتصاد التركي. وبين التقرير أن السوق انتعش بعد المساعدات القطرية، بالإضافة إلى عدد من الإجراءات من المنظمين المصرفيين في البلاد التي جعلت من الصعب على التجار المراهنة ضد الليرة وخففت القواعد بشأن إعادة هيكلة القروض التي وصلت إلى 20 مليار دولار. كما أن الجهة التنظيمية خفضت إلى النصف كمية معاملات مقايضة العملات التي يمكن للبنوك أن تشارك فيها بنسبة 25 في المائة من حقوق المساهمين، بعد فرض حد بنسبة 50 في المائة. وأشار موقع بيزنس إنسايدر إلى أن الليرة التركية واصلت الارتفاع مقابل الدولار بعد أن أعلنت قطر عن حزمة تمويل بقيمة 15 مليار دولار للاقتصاد المتذبذب في تركيا. حيث انخفض الدولار بنسبة 2.5 ٪ مقابل الليرة إلى 5.8052. ويأتي التعزيز الأخير للعملة التركية بعد الدعم القطري حيث كانت العملة التركية تعرضت لضغوط بسبب تصاعد التوتر الدبلوماسي والتجاري مع الولاياتالمتحدة. وتراجعت الليرة التركية الى أدنى مستوياتها على الإطلاق أمام الدولار لكنها بدأت تتعافى منذ ذلك الحين. من جانبها، عنونت نيويورك تايمز: قطر تساعد تركيا وتضخ 15 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد" وقالت إن تركيا حظيت بالدعم الدولي لمواجهة أزمتها مع الولاياتالمتحدة عندما عرضت قطر شريان حياة مالي مهم من الناحية الرمزية، والمبلغ جزء مما تحتاجه تركيا لدعم اقتصادها أو دفع ديونها بالدولار، والتي أصبحت غير مستدامة بعد انخفاض حاد في الليرة التركية. وبينت الصحيفة الأمريكية أن وسائل الإعلام التركية أعلنت أن الاستثمار القطري كان انتصارا للسيد أردوغان في نفس اليوم الذي رفضت فيه تركيا النداء القانوني الثاني لإطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون، كما رفعت تركيا بشكل حاد التعريفات الجمركية على السلع الأمريكية. وأوردت الصحيفة أن الدعم الماليالقطريلتركيا دليل آخر على تحالف بين البلدين وسط خطوط الصدع الجيوسياسية المتغيرة في المنطقة، ففي حين قدمت بعض الدول الدعم الخطابي لتركيا، فإن قطر هي أول دولة تقدم المساعدات المالية حيث قال متحدث باسم الحكومة القطرية على تويتر إن الدعم المالي "يؤكد استمرار قطر في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين ولدينا ثقة كاملة في قوة الاقتصاد التركي". وفي يونيو 2017 كانت تركيا من أوائل الدول التي انضمت إلى قطر بعد أن فرضت أربع دول عربية، بقيادة السعوديين والإماراتيين، حظراً تجارياً ودبلوماسياً معادياً على قطر. وفي الوقت الذي سعت فيه معظم الدول الغربية إلى الوقوف في المنتصف، وقف أردوغان بحزم مع قطر، وتعهد بإرسال قواته إلى الدوحة والوقوف معها ضد أي هجوم سعودي قد تتعرض له.