وضع "البيضاويون" أيديهم على قلوبهم، بعدما تناهت إليهم مؤخرا أخبار ضبط كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، تقدر بحوالي 600 طن من لحم البقر، ناهيك عن كمية من السقوط والرؤوس بالبرنوصي، كانت في طريقها إلى محلات الجزارة كي تباع بالتقسيط، رغم كونها لحوما مهربة من سوق السبت "تيط مليل"، ويبدو أنها جزء لا يتجزأ من الذبيحة السرية، إذ يجهل تماما ظروف ذبحها، دون رقابة من المصالح البيطرية المختصة، ناهيك عن ظروف تخزينها وتسويقها، خاصة وأن السائق المكلف بنقل هذه الحمولة الكبيرة من اللحوم لاذ بالفرار نحو وجهة مجهولة، بينما أغلق الجزار، حيث توقفت الناقلة، محله وغادر. وبالرغم من أن الجمعية المهنية تقدمت بشكاية جديدة في الموضوع، لدى الوكيل العام بالمحكمة الزجرية، بعد أن سبق لها أن تقدمت بشكاية على إثر مرور حلقة تفضح " مافيا الذبيحة السرية" بالقناة الثانية، فإن الفضاء الأزرق كسر زواره من "بيضاوة" حاجز الصمت، ونددوا بما يدبره الجشعون في حق صحتهم، وسلامتها من العلل والأسقام الناجمة عن هذا الغش والتدليس الداهم ورداءة شروط السلامة، الذي اكتسح كل ركن من مدينتهم المليونية، إذ أنهم ارتعبوا لسماعهم مثل هذه الأخبار، على اعتبار اتساع عدد المتدخلين في هذا القطاع، من جزارين و مطاعم، القانونية منها، أو العشوائية تقتات على جيوب كائنات الليل، وتقف عرباتها على الأرصفة حيث اتفق، وتتخصص غالبا في "التقلية" والمشويات، وتحديدا شي النقانق التي لم يعد "بيضاوة" يدرون بأي مادة تم حشوها، مع تواتر أخبار العثور على بقايا كلاب أو حمير مذبوحة، فضلا عن فضاءات الوجبات السريعة الأخرى، المتعددة الأشكال والألوان، أو تلك العربات المجرورة ، والتي تنصب مجامرها في الهواء الطلق وتطلق أدخنتها تغري زبنائها، بينما هي تتربص بسكارى آخر الليل الذين لفظتهم الحانات والخمارات والمقاصف، والذين يبحثون فقط عمن يسكت عصافير بطونهم بطعام لا يهمهم نوعيته، حتى وإن كان من صنف ما درج عليه الأكلة والملقب ب "السكفكف"، وأيضا "لكرناد" الذي لا يعلم أحد حشوته، وإن ذكر أحد الزبناء السابقين ل "نون بريس"، أنه يتكون من بقايا السقط والشحوم المجتزأة من بطون البهائم ، وهو الأمر الذي ينعكس حسب متخصصين في التغذية سلبا على المزاج فيزيد من عدائيته، بسبب تأثير كمية الأحماض الدهنية المشبعة، فضلا عن ارتفاع " الكولسترول" الضار في الدم، ما يكون وراء أغلب النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وحسب ما ذكره مختصون فإن اللحوم تؤثر سلبا على صحة المستهلكين إذا تم استهلاكها دون رقابة صحية بيطرية، نظرا لنمو الجراثيم والفيروسات والطفيليات داخلها، ناهيك عن احتوائها على نسبة عالية من الكولسترول الذي يؤثر على وظائف الكلي ويتسبب في أمراض الجهاز الهضمي. جدير ذكره، أن عددا من الجهات المهتمة بصحة المستهلك، دعت إلى ضرورة تحريك المساطر القانونية ضد مروجي الذبائح السرية وذلك بغاية حماية وضمان صحة المستهلكين.