أعلن الجيش التركي سيطرته على منطقة عفرين بريف محافظة حلب السورية، التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد. و تأتي هذه السيطرة بعدما توعدت الحكومة التركية بتطهير المنطقة التي يقطنها التركمان من مليشيات وحدات حماية الشعب (واي بي جي) الكردية المصنفة في قائمة الإرهاب. و تعود خلفيات التدخل التركي في الحرب الدائرة في سوريا، لاعتبار حكومة أنقرة أن التركمان الذين يقطنون عفرين هم في الأصل أتراك، لذا أخذت تركيا على عاتقها تطهير المناطق التي يقطنونها من الإرهابيين. وبالحديث عن التركمان، فهم أقوام آسيوية حلوا من أواسط آسيا، وهم أولاد عم المغول، انحدروا من قبائل "الأوغوز" إحدى أكبر القبائل التركية ال 24.حيث اعتُبرت "الأوغوزهان" أكبر وأهم قبيلة، انحدرت منها أهم الدول والإمبراطوريات التركية التي عرفها التاريخ( السلاجقة، والزنكيين، والعثمانيين..). وبحسب ما وثقته مراجع التاريخ التركي، فقبيلة "الأوغوز" تضم أفخاذا كثيرة، والتركمان هاجروا من أفخاذ مختلفة، عبر دفعات، واستقروا تدريجيا في منطقة آسيا الصغرى، ويطلق اسم التركمان على جميع الأتراك الذين بقوا في المنطقة بعد انفصالهم عن السلطنة العثمانية أواخر القرن العشرين. ولأن التركان كانوا يهاجرون من منطقة إلى أخرى؛ استقروا بداية في كل من حلب ودمشق، بفضل المساحات الزراعية الواسعة، كما أنها تشكل المركز التجاري والثقافي في البلاد. ويدعى الأتراك الموجودون في سوريا ضمن السجلات العثمانية باسم "تركمان حلب"، وكان لهم وضع خاص لدى السلطان ويعتبرون تحت رعايته الخاصة، ما سهل لهم أمورهم بشكل نسبي في تلك الآونة. ويعود سبب انتشار التركمان في معظم الأراضي السورية الحالية، إلى رغبة السلطنة العثمانية فرض التغيير الديموغرافي في مناطق البدو والعشائر العربية في كل من اللاذقية وحماة والرقة وحمص، وبهدف فرض سيطرتها عليهم، إذ كان من الصعب قيادتهم والتحكم بهم، بالإضافة لضمان جباية الضرائب المفروضة عليهم. وفي بدايات القرن العشرين، وبعد انفصال الدولة العثمانية عن سوريا، عقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، منحت تركيا ضمانة تخص تركمان سوريا من خلال اتفاقية "أنقرة" عام 1921، أي حصلت على ضمانة تخص ضم القرى التركمانية، دون التطرق للحدود السورية أبدا. وفي أعقاب معاهدة "لوزان" عام 1922، وعندما رُسّمت الحدود السورية- التركية عام 1923 تم اعتماد الحدود الموضحة في اتفاقية أنقرة، رغم محاولات القرى التركمانية للبقاء داخل الحدود التركية، حيث بقي قسم كبير من التركمان في سوريا، ولم ينضموا إلى أبناء جلدتهم، وأصبحوا تركمانا سوريين، ومنحوا الجنسية السورية. وبالنسبة للأكراد، فهم يعتبرون أن عفرين هي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها والدفاع عنها تعتبر مسألة وجودية بالنسبة لهم ولن يتخلوا عنها بسهولة، كما يطمحون إلى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى حسب تصريحات القيادات الكردية في سوريا.