أجرت مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية و التعاون أمس الأربعاء بأديس أبابا مباحثات مع الوزراء الأفارقة لكل من الكوت ديفوار و الطوغو وجزر القمر وملاوي و السينغال إضافة إلى جمهورية مصر واتيوبيا و آخرون، حيث تناولت تلك المباحثات مسار قضية الصحراء المغربية ضمن إطار مسلسل المفاوضات الذي ترعاه الأممالمتحدة من اجل التوصل إلى حل سياسي توافقي عادل وشامل ودائم. وقدمت بوعيدة لنظرائها الأفارقة شروحات مستفيضة حول الجهود التي يبذلها المغرب بمعية الأممالمتحدة لإنهاء هذا النزاع الذي من شان استمراره تهديد امن و سلم المنطقة، مفندة في الوقت ذاته كل المغالطات التي يروجها الخصوم بخصوص تطورات هذا الملف. واعتبرت الوزيرة في هذا الشأن أن الأممالمتحدة هي التي توصلت إلى قناعة باستحالة تطبيق الاستفتاء في الصحراء، عكس ما تروجه الجزائر و بوليساريو ،مبرزة أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب جاء ضمن إطار هذه المسار لوضع حد لانسداد الأفق وتغليب حل التسوية السياسية المتوافق عليها ،طبقا لقرارات الأممالمتحدة وتوصيات مجلس الأمن. هذا وأوضحت بوعيدة في معرض شرحها للخلفيات المتحكمة في مواقف الطرف الآخر التي تروم جمود مسار التفاوض، أن الجزائر تعد طرفا مباشرا في الملف وأن النزاع جهوي و لا يمكن إيجاد حل سياسي نهائي له إلا، إذا أبانت الجارة الشرقية عن نوايا حقيقية للدفع بمسار المفاوضات ووضع حد لغموض مواقفها المتسمة بالعدائية تجاه المغرب، خاصة و أنها الحاضنة للبوليساريو و الراعية لداعيتها و لدبلوماسيتها. وأكدت بوعيدة أن المغرب قدم مقترحا بناءا وجادا يتوافق و الشرعية الدولية و يستجيب لتحديات السياق الإقليمي و الدولي، مشددة على أن الطرف الآخر هو من يعرقل التوصل إلى حل نهائي تستفيد منه الساكنة و المنطقة على السواء ،خاصة مع استحضار التهديدات الإرهابية التي تواجهها المنطقة و الفرص التنموية التي يتم إهدارها، على مستوى الاتحاد المغاربي . وبخصوص ادعاءات الخصوم بشأن اتهام المغرب بخصوص أوضاع حقوق للإنسان بالصحراء، أفادت وزيرة الشؤون الخارجية و التعاون أن المغرب حقق تقدما واضحا، بشهادة المؤسسات الحقوقية الدولية في مجال احترام الحقوق و الحريات الفردية والجماعية بالأقاليم الجنوبية كما باقي التراب الوطني، لتنمية الأقاليم الجنوبية. وأكدت الوزيرة أن اعتراف المغرب بكونية حقوق الإنسان كما وردت في الدستور، غير قابلة للتجزيء أو التردد، لأنها اختيار لا رجعة فيه ، مبرزة أن الدور الذي يقوم به المجلس الوطني من خلال مؤسساته بالأقاليم الجنوبية يعد ضمانة حقيقية و كافية، كما جاء في قرار مجلس الأمن، لاحترام حقوق الإنسان. وأضافت بوعيدة أن رؤية الملك محمد السادس للأقاليم لجنوبية كما بسطها في زيارته الأخيرة لها ، من شأنها إنجاح النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أخذت بوادره الأولى تظهر على الأرض من خلال المشاريع المهيكلة لكبرى و المسار التنموي الشامل الذي تعيشه الأقاليم الجنوبية، وجعلها قاعدة أساسية لتنمية إفريقيا وتقوية العمق الأفريقي للمغرب.