أصبح ارتفاع مؤشر استهلاك المغاربة للمضادات الحيوية بشكل عشوائي وخاطئ يشكل تهديدا خطيرا على صحة وسلامة المواطنين المغاربة ٬ ويرجع السبب الرئيسي لهذا الإرتفاع إلى البيع الحر للمضادا ت الحيوية٬ والاستهلاك غير الخاضع لتوجيه الطبيب٬ الشيء الذي سهل في أخذ هذه المضادات واستخدامها كعلاج فعال للإفوانزا وغيرها من الأمراض وكحل أنجع لتوفير مصاريف زيارة الطبيب. منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر لدى الأشخاص الأكثر استعمالا للمضادات الحيوية ، فقد أطلقت بمناسبة الأسبوع العالمي للتوعية حول المضادات الحيوية، مسحا جديداً يشير أن ما يقارب ثلثي (64 في المائة) الأشخاص الذين شملهم المسح في 12 بلداً، والبالغ عددهم نحو 10 آلاف شخص إلى أنهم يعلمون أن مقاومة المضادات الحيوية من القضايا التي قد تؤثر عليهم وعلى عائلاتهم، ولكنهم لا يعلمون على وجه التحديد كيف تؤثر عليهم وما يمكنهم القيام به للتصدي لهذه المشكلة ، وأثبتت إحدى الدراسات الأمريكية أن العلاج بمضادات البكتيريا والإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى ظهور البكتيريا المقاومة للجراثيم، وأضاف مجموعة خبراء أن الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية قد تودي بحياة عشرة ملايين شخص سنويا بحلول العام 2050 ، أي ما يوازي عدد ضحايا السرطان. ونددوا على ، أن هذه الظاهرة تتسبب من الآن بوفاة 700 ألف شخص سنويا من بينهم 50 ألفا في أوروبا والولايات المتحدة خاصة مع إستعمال المضادات الحيوية في أعلاف الحيوانات والماشية . الأطباء يحذرون من تناول المضادات الحيوية بعشوائية ويدعون إلى الاستشارة الطبية ما هي الأخطار أو المضاعفات التي يمكن أن تسببها المضادات الحيوية على صحة الأفراد ؟ سعيد وقاص مدير الصحة العامة في جمعية طلبة الطب "الرباط" يؤكد على أن المضادات الحيوية تنقسم إلى أنواع كثيرة وكل نوع من المضادات الحيوية له تأثير على نوع معين من الجراثيم أو البكتيريا فإذا قمنا باستعمال العشوائي أو الذاتي الغير المعقلن. ويرى وقاص أن هناك احتمال أن يكون للمضادات تأثير فعال على هذه البكتيريا، فالبكتيريا النافعة التي تعيش في الجسم عندما نعطيها المضادات الحيوية بكثرة تتكون لديها مقاومة ويصبح لدينا في الجسم البشري بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، التي قد تتسبب في التهاب ومرض الجسم، بحيث يصبح من الصعب القضاء عليها، وتعيش هذه البكتيريا النافعة خاصة في الجهاز الهضمي القولون والأمعاء حيث تساهم في عملية الهضم ، إلا أنه في حالة الإكثار من المضادات يشكل صعوبة في الهضم. لماذا تقوم أغلب الصيدليات ببيع المضادات الحيوية بدون وصفة طبية ؟ هناك قانون وزاري يؤكد على ضرورة الحصول على وصفة طبية من طرف الطبيب قبل منح الصيدلي المضاد الحيوي ، وهذا القانون يوجد في القانون النقابي لصيادلة ، ولكن للأسف الصيادلة يصفون الأدوية بدون وصفة بحجة أن المريض في حالة الرفض سيأخذ الدواء من الصيدلي آخر. هل يعتبر وصف هذه الأدوية من قبل الأطباء محفزا للأفراد لاقتنائها من تلقاء أنفسهم؟ أن الأطباء لديهم مسؤولية وهي أنهم عندما يصفون المضادات الحيوية يجب أن يلتزموا بالقواعد والضوابط المهنية وأن لا يصفوا المضاد إلى للضرورة ، بحيث يكون الطبيب تأكد من نوع البكتيريا والمضاد الحيوي المناسب ، فضلا عن إشعار المريض بخطورته قبل وصفه في حالات خاصة حيث تبقى المسؤولية مشتركة ،بين الطبيب والمريض ، والصيدلي بعدم إعطاء المضادات إلا بوصفة طبية وأكد الدكتور "سعيد وقاص" أن انسجام هذه المكونات في شكل تام يمكن أن يضمن لمجتمعنا صحة سليمة بعيدا عن الأمراض الجرثومية وبعيدا عن المقاومة الجرثومية لمضادات الحيوية . الاختراعات البديلة للمضادات الحيوية "عدنان الرمال" المخترع المغربي للزيوت العطرية أعرب أن جسم الإنسان يحتوي على مئة ألف مليار بكتيريا هذه الأخيرة يوجد عدد قليل منها مضاد للمضادات الحيوية ، وأن الأغلبية الساحقة هي بكتيريا حساسة وعند أخذ المضادات الحيوية بطرقة عشوائية يتم القضاء البكتيريا الحساسة ويتم إعطاء فرصة للبكتيريا المقاومة للتكاثر وتشكيل الأغلبية. وأكد البروفسور عدنان الرمال على أن الاختراع جاء كرد فعل ضد ظاهرة المقاومة المتفشية في الطب الغربي والمغربي ، حيث قام باختراع مادة بديلة للعلف الحيواني بعلف طبيعي مصنوع من الزيوت العطرية التي تستعمل كأسلحة لمقاومة المكروبات التي تسبب الأمراض ، وأضاف أن هذه المواد الطبيعية قادرة على مقاومة المكروبات وقادرة على محاربة التعفنات لدى الإنسان والحيوان. إلا أنه لحد الآن لا توجد شركات متخصصة تقوم بإنتاج هذه النباتات من أجل حمايتها من الإندثار ومن أجل إنتاج الزيوت العطرية. رئيس جامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك يتساءل عن مدى خلو المواد الحيوانية من المضادات الحيوية ؟ صرح رئيس الجامعة المغربية لحماية حقوق المستهلك بالمغرب بوعزة الخراطي" "لنون بريس" أن الجامعة سعت من خلال برامج إذاعية لتحسيس المواطن بخطورة الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية بدون وصفة طبية، فغالبا ما يزعم الشخص إلى الاستفادة من الصيدلي كطبيب وبائع لأدوية في نفس الوقت مما يوفر عليه المصاريف. وذلك إلى عدم الوعي بخطورة هذا الإختيار . ويضيف المتحدث أن ما يزيد الطين بلة هو استعمال هذه المواد في تغذية الحيوانات التي يتناولها المستهلك بدون معرفة مخاطرها ، وأشار انه منذ سنة 2011 منع استعمال عوامل التنمية في الدول المتقدمة والتزم المغرب بحدودها بمنعهم سنة 2015، ولكن إلى حدود الآن لم نتوصل كجامعة بتطبيق هذا الالتزام من طرف هيئة صانعي المواد العلفية ويبقى السؤال المطروح : هل تعتبر مواد تغذية الحيوان خالية