انتقدت صحيفة لوموند الفرنسية ما وصفته بمحاولة رئيس وزراء بريطانيا زيادة شعبيته من خلال تأجيج التمييز ضد المسلمين. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إلى أن كاميرون أثار جدلاً واسعاً بشأن دمج بعض المسلمين داخل المجتمع البريطاني. عندما ربط بين عدم تعلم اللغة الانجليزية من قبل النساء المسلمات وبين خطر الوقوع في براثن التطرف. وفي اليوم ذاته، أبدى استعداده لمنع النقاب في المدارس. وكان كاميرون قد خصص 20 مليون جنيه إسترليني لتعليم المهاجرين الجدد اللغة الإنجليزية، وربط الميزانية بإجراء يطبق فقط على المسلمات المرافقات لأزواجهن، إذ إنه في حالة فشلهن في تعلم اللغة الانجليزية بعد مرور عامين ونصف من تواجدهن على الأراضي البريطانية، يجوز للسلطات البريطانية طردهن من البلاد. ويبرر ديفيد كاميرون القيام بمثل هذا الإجراء بأنه من أجل مواجهة التطرف، ووفقاً له فإن الأشخاص الذين لا يجيدون الانجليزية أكثر تعرضاً للتطرف. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الإجراءات قد قوبلت بمزيد من الانتقادات داخل بريطانيا حيث تم وصفها بغير البناءة، مشيرة إلى أنها تهدف إلي تحقيق مكاسب انتخابية شخصية بإثارة الجدل حول الآثار السلبية للإسلام على مجتمع الشباب البريطاني. ومن جانب أخر، أكد معلم بريطاني مسلم يقوم بتدريس اللغة الإنجليزية لبعض الفتيات المسلمات أن ربط عدم تعلم المسلمات اللغة الانجليزية بالتطرف يؤدي إلي التمييز ويعرض البلاد لحالة من العنف. وقد أبدت الصحيفة دهشتها من زعم كاميرون رغبته في مواجهة أخطار التمييز والمسلمين في الوقت الذي يعيش فيه 46% من مسلمي بريطانيا في مناطق تتسم بالفقر، مضيفة أن الحكومة البريطانية قررت حماية النساء المسلمات المهاجرات بالقيام باضطهادهن!. وتساءلت، لماذا يتم استهداف المرأة المسلمة دون غيرها داخل طوائف المجتمع البريطاني، مع العلم أن الأخير أصبح نموذجاً للمجتمع متعدد الثقافات، ولكل ثقافة منها مزاياها وعيوبها التي يمكن أن تشكل خطراً على البلاد. وأكدت أن أي إجراء يهدف إلى طرد النساء المسلمات في حالة فشلهن في تعلم اللغة الانجليزية يعد ظالماً. ونقلت عن أحدى الصحفيات في بريطانيا أن المسلمات هناك يشعرن بأنهن غريبات في وطنهن، فما يقوم به كاميرون يذكرهن بالقوانين الفرنسية ضد ارتداء الحجاب في المدارس ومنع النقاب في الأماكن العامة. وخلصت إلى القول بأن ديفيد كاميرون يقوم بتأجيج التمييز ضد المسلمين في بريطانيا بدلاً من أن يعمل على مساعدهم وتحسين ظروف معيشتهم، مشيرة إلى أن استهداف أقلية من النساء اللواتي يرتدين النقاب لن يؤدي إلى تحسين حالهن و لا حال بريطانيا.