الصورة (السوق الأسبوعي) جماعة ابضر بعد غياب شبه طويل عن الكتابة لأسباب خارج عن إرادتي، منها أسباب شخصية ومنها تقنية، منعتني من طرح بعض الأفكار التي تدور في ذهني، ها أنا اليوم أعود إلى ساحة الكتابة لأشاغب مجددا شغبا جميلا في جدارية الشغب الجميل وبزاوية “كُلْشي باينْ”، وأود في بداية العودة أن أتطرق لموضوع لا يعلم بخفاياه إلا بعض أشخاص ممن ينتمون لأحدى قبائل المغرب الغير النافع، وهي قرى ومداشير “إمجاط” الأمازيغية التابعة إداريا لعمالة سيدي إفني، والتي من المتوقع أن يتنافس في تلك القبائل كل من حزبي الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية للفوز بأغلبية المقاعد في الانتخابات الجماعية المقبلة بكل من الجماعات القروية الخمس التابعة إداريا لقيادة تغيرت، وهي جماعة تغيرت وإبضر وبوطروش وأنفك والنابور، هذان الحزبين اللذان يسمان ب “أحزاب العداوة العائلية” بالمنطقة، واللذان يتسابقان الزمان من أجل التلاعب بالضمائر الإنسانية، وكلفا نفسيهما قليلا من العناء لتأسيس فروعهما المحلية بالمركز القروي لتغيرت قبل شهور، أثناء الاستعداد للاقتراع التشريعي الأخير، وجندا كل أشكال التجنيد من أجل الحصول على أكبر عدد من الأصوات في انتخابات 25 نونبر، واستقطبوا شباب كانوا بالأمس معارضين للعملية السياسية وطالبوا بمقاطعة الانتخابات وأسسوا جمعيات وتنسيقيات تدافع عن السكان، جميل أن تتذكر الأحزاب السياسية الوطنية منها والإدارية، كالحزبين المذكورين مناطق مغربية نائية ومناطق بعيدة عن التقدم التي يعرفها البلاد والتي توجد بالمغرب الغير النافع لتأسيس فروعها، لكن ما لم يكون جميلا هو ما قاله أحد أبناء هذه المنطقة، أنه (سيتم لا محالة التلاعب بالضمائر كما فعل “خير الدين” و”سعيد” وغيرهما من أباطرة العمليات الانتخابية)، وذلك في إحدى تعليقاته على الفايسبوك، كما يتخوف البعض وسيكون التاريخ شاهدا على تخوفهم إن تحقق على أرض الواقع، حول ما كانا الحزبين سيفتحان أبواب فروعهما على مدار الزمان،أم ستكون موصدة على وجه المواطنين لمجرد إعلان نتائج الانتخابات الجماعية المقبلة، لكن دوام الحال من المحال، لم يكون “خير الدين” الذي ذكره الفايسبوكي سوى محامي وكيل لائحة الحركة الشعبية في الإنتخابات 25 نونبر الذي سبق وأن نال شرف “برلماني” في قبة البرلمان لولايتين متتاليتين منذ سنة 1997 إلى غاية 2007، دون أن يضيف لتلك المنطقة سوى العزلة عن العالمي التقدمي والخارجي، ومساهمة في تهميشها، إلا أن له الفضل الذي لم يكون لأحد غيره في التعريف بعدد من الأحزاب السياسية، أو على الأقل التعريف برموزها أثناء تنقله من حزب لآخر كما ينتقل القط وهو يجري وراء الفراشات في الطبيعة الهادئة الخضراء، هو الآخر “سعيد” الذي لم يسبق له أن دخل غمار منافسة الإقتراع إلا في الانتخابات التشريعية الماضية، حيث جرب حظه لينال شرف وكيل لائحة حزب الكتاب لأول مرة في حياته، لينافس “خير الدين” الذي لم يكون سوى واحد من أفراد عائلته تجمعهما قرابة “العمومة” العائلية، إلا أن الغريب في الأمر، أن “سعيد” المذكور وعمه “خير الدين” المزعوم، شاءت الأقدار أن تفرق بينهم نزاعات قضائية عن أملاك وبقع أرضية، لتنتقل العداوة العائلية إلى العداوة السياسية على حساب مواطنين بسطاء بقبائل “إمجاط” الذين لا يفقهون في السياسية شيء إلا من رحم ربي، لهذا لا نستغرب عن ما تعيشه المنطقة من تهميش وعزلة وحرمان السكان من الكرامة، إذا ما زال المواطنون يمنحون أصواتهم لأشخاص لم يقدموا شيئا للمنطقة طوال نومهم في قبة البرلمان لعشر سنوات متتالية سوى الحفاظ على ممتلكاتهم ومشاريعهم والسماح أيضا بمرور أعوانهم لتوالي زمام تسيير أمورهم، ولآخرون دخلوا المنافسة من أجل عرقلة واحد من أعمامه وتصفية حسابات عائلية في الساحة السياسية ممن سلف ذكرهما، لكن للحديث بقية وللعودة جاهزون. للتواصل مع الكاتب: [email protected] الصورة (السوق الأسبوعي) جماعة ابضر