حكاية الأفاعي و العقارب باقليم زاكورة ليست حكاية من نسج خيال كاتب أو من كتابة قاص. وإنما هي حكاية واقعية أبطالها أبناء إقليم زاكورة الذي قدر لهم أن يعيش تحت رحمة الطبيعة، بداية بقساوة الظروف الطبيعية وانتهاء بمشاكل الأفاعي و العقارب التي تضرب لها الساكنة ألف حساب مع دخول فصل الصيف من كل سنة. صيف لا يستمتع به الزاكوريون كبقية خلق الله، بقدر ما يتذوقون فيه مرارة المعاناة، فكثيرة هي حالات لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، منها من توفي، ومنها من لازال يدفع ثمن تردي الخدمات الصحية بالإقليم. آخر الحالات، حالة عائشة التي أصيبت بشلل بعد أن تعرضت للدغة أفعى أخير، وهي الآن راقدة في الفراش بعد أن حار فيها الأطباء بمراكش. حكاية عائشة ما هي إلا الشجرة التي تخفي الغابة، وما هي إلا مثال بسيط لمواطنين يدفعون تكاليف تردي الإسعافات الطبية بهذا الإقليم المهمش، فكل الحالات تنقل إلى مستشفى سيدي حساين بورززات، مع ما يلي ذلك من معاناة و تكاليف باهضة.