من هي تمنار؟ بعد صمت دام سنوات، قرر أخيرا شباب “تمنار”، (بلدة بإقليم الصويرة)، أن يصنع تغييرا في محيطه، و أن يكسر حواجز الصمت و القمع الذي عاش فيه أجداده و آباءه منذ الأزل، إنه شباب “الفايسبوك” الذي لم يعد يجمعه فقط “الشات” و الأحاديث الفارغة، بل همّ نحو التقدم و تغيير الأوضاع الرّاكدة، و غيرة على بلدة استنزفت ثرواتها و نهبت ميزانيتها. ”تمنار”، تلك البلدة التابعة إداريا لإقليم الصويرة، والتي تضم حوالي 9.984 نسمة (حسب احصائيات2004)، و تعتبر مركز قبيلة “حاحا” نظرا لعوامل عديدة، أبرزها توفرها على المستوى الإعدادي و الثانوي، و دور للطلبة، إضافة إلى أهم المراكز الإدارية، كما أنها المنتج الرئيسي “لزيت أركان” بالجهة، و معظم المنتوجات الفلاحية هي الأخرى، إضافة إلى بعض التجهيزات الأساسية كشبكة الماء و الكهرباء و مساجد للصلاة و مدارس، كما أنها مقر دائرة قيادات “حاحا”. “تنمار” … و تستمر مشاكل قبل الشروع في الحديث عن مشاكل “تمنار”، نذكر أن بلدية هذه الأخيرة تتوفر على عدة مصادر لجلب مشاريع مدرة للدخل، إضافة إلى ميزانية سنوية التي لا يستفيد منها سكان هذه المنطقة بأي شكل من الأشكال، حيث البنية التحتية ل “تمنار”، لا تزال في تدهور ملحوظ، و الطرق في حالة مزرية مليئة بالحفر و الثغرات، ومنازل مهددة بالسقوط يعيش أصحابها في ترميم دائم بلا جدوى، وخوف مستمر من الهلاك تحت الأنقاض أو التشرد في أيّة لحظة، كما أن أغلب أحياء هذه البلدة تفتقد لقنوات الصرف الصحي، تضطر الساكنة لصرف استعمالاتها اليومية إلى الخارج مما يجلب التلوث و الروائح الكريهة و الحشرات، و الانقطاع الشبه يومي للكهرباء هو أبرز المشاكل، حيث يتضرر منه العديد الذين تتأذى أجهزتهم الكهربائية مع كل انقطاع مفاجئ، تليها وعود دائمة بحلها بداية كل موسم انتخابي. مستشفى ها هو …. و الطبيب فين هو؟ تتوفر هذه البلدة على مستشفى يزداد اللاجئ إليه مرضا، بعد بلوغه(المستشفى) لأسوا الحالات من شتى المجالات، المعاملة الاحتقارية التي يتلقاها المريض من الممرضين، والرشوة و الإهمال و اللامبالاة، و غياب الطبيب الدائم، حديث ولا حرج. الزبونية…. إلى متى؟ علما، والعلم لله، أن العمل بمركز إداري ب “تمنار” لا يحتاج لشواهد أو كفاءات وما يقره القانون المغربي والدولي، يكفي دفع ثمن الوظيفة و الشروع في العمل، و على الحاصلين على الإجازات و الماستر و الشواهد العليا، سوى التسكع بين أرجاء البلدة التي لا تتوفر حتى على دار للشباب و أماكن للثقافية و الترفيه، في حين أن أغلب المناصب تشغلها عائلة الرئيس الوارث المنصب من أبيه. ”بات نبت” فوق الكرسي منذ 18 سنة ولت، ورئيس المجلس المجلس البلدي ل “تمنار” شخص واحد لا يتغير، تمسك بكرسي الجماعة كما يتمس الطفل بالرضاعة إلى أن وصول قبة البرلمان، لينقل المنصب لابنه الذي أكمل مسيرة أبيه المليئة بالاستفاذة الشخصية، و إهمال القرية المحتضرة، و كما جرت العادة في “تمنار”، الانتخابات هي موسم مهم لبيع الأصوات لمن يدفع أكثر، مستغلين بذلك سذاجة و جهل الكثيرين ممن لا يدركون أهمية الانتخابات، و هي فرصة لاختيار من يمثلهم و يدافع عن حقوقهم وليس من ينهب أموالهم لتضخيم مشاريعه الشخصية. “كدبة باينة” كل ما تحصل عليه في هذه القرية المسلوبة عقب كل دورة انتخابية، وعود كاذبة بالإصلاح و التقدم و تشغيل الشباب العاطل و…و… ، وفي الختام سهرة ضخمة بعد نجاح “المرشح” يجلب مغنيين محبوبين لدى الجمهور لتنشيطهم و إسعادهم و الاختفاء من حياتهم دون أن يروا أي تغيير، والخطير في الأمر أن هذا السيناريو يتكرر في كل مرة، والأخطر أنهم نفس الأشخاص يصوتون دائما على نفس الشخص كأنهم في غيبوبة يرفضون الاستيقاظ منها. لم يكن الشباب آنذاك ممن يهتم بالتصويت أو الانخراط في اللعبة السياسية لإدراكه قواعدها، بل فضل الحياد، لكن ما أدركه مؤخرا أنه قد حان وقت التغيير وأن “تمنار” لن تنبعث من فراغ، بل بعزيمة و إرادة فتية لطرد الخمول و الركود الذي يعشش على المنطقة. في الجزء الثاني تتابعون: (بداية الثورةالشبابية). للتواصل مع الكاتبة: [email protected]