لست من هواة الكتابة على نفسي أو الحديث عن أخباري، فهذا أمر متروك للمجربين والمفكرين ومن تشكل كتابتهم نبراسا للقارئ لغنى تجاربهم و رصانة عقولهم. لكن أعتقد أن موضوعا مثل هذا الذي سأحاول النبش فيه يستحق عناية كبيرة وتوقف من أهل المهنة. والموضوع هو علاقة الشد والجدب بين المراسل الصحفي ورجل الأمن. ومناسبة طرح هذا الموضوع هو تعرضي لاعتداء لفظي، تجاوز شخصي إلى التنقيص من مهنة المتاعب من طرف عميد الدائرة الأولى للأمن بقلعة السراغنة. صارخا في وجهي ” ما كاين لا صحافة لا زعتر ” عندما كنت أستقصي في مسرح الجريمة يوم الخميس 30/04/2009 أخبار حادثة طعن رجل من طرف شاب طعنة قاتلة. لم يجد هذا الأمني إلا المراسل الصحفي ليفجر غضبه و يكشف على قدر غير قليل من عدم الاحترام للمراسلين والمهنة ككل، بدل أن يبرز فعاليته ضد الجريمة المتنامية بالأحياء الواقعة تحت نفوذ دائرته. والحق يقال أن العميد ” زايد فيه شوية ” فهو لا يترك فرصة تمر للطعن في المراسلين ومن خلالهم في صاحبة الجلالة إلا فعل. وهو أيضا صاحب التهديد الشهير للمعطلين عندما خاطبهم قائلا ” ما كرهتش نقتلكم ” ما دفع هؤلاء إلى الرد عليه ببيان شديد اللهجة أدخله ” سوق جواه “. لكن بعد أن تأملت هذا الفعل الأمني الشنيع وقلبته من عدة جوانب عندما هدأت الأعصاب وبحثت قي شخصية فاعله النرجسية، تأكد لي أنه ما كان ” لعميد الإهانات ” أن يقدم على فعله إلا لضعف الجسم الصحفي بالمدينة وانشغال هيئتيه الذي دب فيهما الموت بأشياء بسيطة بدل أعمال عميقة ومنها الدفاع عن منخرطيها ورسم الحدود الفاصلة في العلاقة مع هؤلاء. أجزم أن مثل هذه الاعتداءات لن تتوقف إن لم تتطور وتأخذ أشكالا أكثر عنفا خصوصا مع المزعجين من المراسلين بكتاباتهم المهنية. ستستمر هذه ما دام الجسم الصحفي بالمدينة مشتت وما بقي المراسل لا يجد تضامنا من جريدته حتى بمجرد التنديد أو من زملائه ولو بالاستنكار باللسان والقلم. بصورة أكبر، الموضوع هو جزء من موضوع أعم هو النضال من أجل الحرية الصحافية الذي هو أيضا جزء من الانشغالات الحقوقية المفروض النضال عنها وان تأخذ حيزا معتبرا أكثر من أي وقت مضى، لكف أذى أشباه هذا الأمني المعتق ” وغيره من يعتبرون نفسهم هم القانون. أيضا لابد المطالبة بوضع قوانين واضحة تنظم العلاقة بين جميع المؤسسات والصحفي وترفع الوصاية الأمنية عن مهنة أم المتاعب وتلك هي القضية في مغزاها.