من أين جاء اليهود إلى المغرب؟ تؤكد الدراسات والأبحاث التاريخية والسوسيولوجية والأنتربولوجية والإثنولوجية أن تواجد اليهود بالمغرب الأقصى يعود لزمن طويل ولفترات تاريخية غابرة تتجاوز مرحلة سقوط غرناطة ... يفيد البحث أن عام 586 ق.م هو بداية تواجد اليهود بالمغرب، و كانوا منفتحين على بيئتهم الجديدة فاختلطوا مع سكان البلاد الأصليين الأمازيغ في حياتهم اليومية، عكس ما كان شائعا عن المجتمعات اليهودية بصفتها مجتمع منغلق على نفسه، عاش اليهود جنب إلى جنب مع القبائل الأمازيغية الغير اليهودية كما وجدت قبائل أمازيغية اعتنقت اليهودية منذ القدم مما بمعني أن اليهود المغاربة ليسوا نازحين أو لقطاء بل هم مغاربة أصليين تهودوا مع زمن النبي موسى إلا أن غياب التوثيق لهذه المرحلة يجعلنا عاجزين عن معرفة كيف اعتنق الأمازيغ الديانة اليهودية و من المعروف أن تاريخ اليهود المستقرين بالمناطق الأمازيغ له مكانة مهمة في الدراسات الخاصة بتاريخ اليهود بالمغرب بالرغم من اعتباره يدخل في خانة التاريخ المغربي المنسي أو بالأحرى المقصي، وقد خلف هؤلاء اليهود وثائق عن تاريخهم وتاريخ علاقاتهم مع محيطهم وبالمقابل نجد الكثير من الراويات الشفوية غير موثقة تتحدث عن التراث و الفلكلور اليهودي الشعبي المغربي وغالبا ما نجدها اختلطت بعدد من الأساطير والخرافات دخل الدين الإسلامي شمال إفريقيا و في الوقت الذي عرفت فيه علاقة اليهود بالمسلمين صراعا قويا في الشرق، عرفت العلاقة بين اليهود و أهل المغرب الأقصى المسلمون مسارا حضاريا متميزا حيث برزت ثقافة إسلامية جديدة مغايرة تماما لتلك الثقافة السائدة بالشرق فدخلوا اليهود تحت حماية حكام المغرب المسلمين في ظل ما يعرف بنظام الجوار و الحماية مع قبائل عربية و أمازيغية مسلمة منذ بداية القرن الثاني الهجري فأخذوا عن المسلمين الكثير من العادات و تطبعوا بهم ليشكلوا بذالك مجتمعا واحد متماسك بين فئاته و ما يزال إلى يومنا هذا الكثير من المآثر التي تشهد على التعايش بين اليهود و المسلمين.