جماعة أزلا بني حزمار التابعة لبن قريش تبعد عن وسط مدينة تطوان بحوالي 10 كلم في اتجاه طريق وادلو، منطقة ساحلية ساحرة بمناظرها الطبيعية الخلابة وتموقعها الجغرافي علاوة على بساطة أهلها، هاته المنطقة ويا للآسى والأسف تحولت بين عشية وضحاها وفي رمشة العين مقصد المدمنين للمخدرات ومهوى عشاق الكوكايين بجميع أنواعه، ويكفي المرء جولة بمحطة سيارات الأجرة الكائنة بباب العقلة ليشاهد الوجوه الشاحبة والمتعطشة للمخدرات قاصدة سوق أزلا الذي أصبح مرتعا خصبا لمثل هؤلاء، وذلك بعد أن ضاق الخناق بهم في أحياء مدينة تطوان نظرا للحملات التمشيطية للأمن في الآونة الأخيرة، إذ لم يجدوا خيارا غير هاته المنطقة التي تحتضن أباطرة من الحجم الثقيل أمثال (ي الملقب بشتاتا، وع ب ، و ش،) الذين يستوردون البضاعة من مدينة طنجة وباقي البؤر المجاورة لمناطق الشمال كسبتة ومليلية ، وتبقى أغلب مقاهي أزلا أفضل دكان لبيع سلعتهم السمينة أمام العيان وفي واضحة النهار، بل ما يزيد الأمر خطورة هو كون المستخدم بإحدى المقاهي هناك والذي يشغل مهمة ” بارمان” يقوم بنفسه ببيع هاته السموم الفتاكة التي أصبحت تنتشر كالنار في الهشيم بين صفوف أبناء المنطقة وخصوصا التلاميذ الذين لا يجدون حرجا وبأسا في اقتناء المخدر، لكون منطقة النواول الكائنة بطريق هليلة والقريبة من المدرسة أصبحت بدورها المركز التجاري المفضل للزبائن وبأثمنة تتراوح بين 70 درهما و 120 درهما ثمن جرعة الهيروين، ولخطورة الوضع أصبح سكان المنطقة يعيشون في قلق وخوف دائمين على مصير أبنائهم الذين جرفهم تيار الإدمان إلى مالاتحمد عقباه . فأين هي إذن أعين السلطة عما يجري ويدور في كواليس منطقة أزلا هاته الأخيرة تستقطب سنويا مئات المصطافين بالمخيم الدولي، وتشهد حاليا اصلاحات جذرية على مستوى البنية التحتية وكلنا أمل في أن تشهد أيضا اصلاحات جديدة على مستوى البنية الأمنية والدركية.