“الحلزونة” هي واحدة من أروع القصائد التي جادت به قريحة مرجان أحمد مرجان، أو عادل إمام بطل الفيلم الذي يحمل نفس الاسم. ملخص الفيلم الجميل والشيق، هو أن مرجان أحمد مرجان الغبي بطل الفيلم سيتسلق دروب المجد، بفضل أمواله ونفوذه، إذ يحقق أمنيته في أن يكون رجل أعمال ناجح، و يشتري بفضل العاملين السابقين، -المال والنفوذ- لجان التحقيق في أصول ثروته وشهادة دخول الجامعة، وكرسي مجلس الشعب، ويتفاعل الشراء إلى حد تغييره لمبادئ الإنسان وقلب مجراها ومنحاها و حيث اشتهى صاحب المال. بقي لعادل إمام أو ” مرجان أحمد مرجان” أن يتحول إلى مملكة الثقافة، وبالضبط أن وحمه الأخير كان أن يصير شاعرا، فلم يلبث أن اشترى الشاعر وديوانه والناقد ونقده و بفضل نقوده طبعا. وكان عنوان الديوان ” حلزونه وحلزون تقابلوا في خرم الأوزون” ولعلي أن الذين شاهدوا الفيلم وتأثروا به كثيرا هم “وزراء الإعلام العرب والداخلية”، وإن كان كثير منهم له صلة رحم بمرجان أحمد مرجان... وزراء الإعلام طبقوا حرفيا عنوان القصيدة المرجانية، وتقابلوا في خرم الفضاء، لصياغة بنود فريدة -غاية في الغرابة- غرابة الديوان الذي اشتراه عادل إمام والذي حوله إلى أضحوكة ومسخرة أمام طلبته. في الاجتماع – اجتماع وزراء الإعلام طبعا- قال أحدهم: “الرئيس مثل الساندويتش” الأول لابد من الحفاظ على هيبته، والساندويتش لابد من سخونته ليؤكل! ورد آخر: - هامبورغر يعني! فضحك الجميع، ففسر له أحدهم أنه يعني لابد من تغليف الزعماء في ورق الألمنيوم! وقام أحدهم محتجا: هاته اٍهانة ! ولا بد من تطبيق القانون! ففسروا له أن ورق الألمنيوم يشبه الهيبة! وهي ضرورية، وإذا ما كشفت الحجاب عن الملوك والرؤساء، فما عساهم أن يحكموا...؟ وأما نظرائهم وزراء الداخلية العرب، فقد تقابلوا تاريخيا في “خرم الإرهاب”، وأوجدوا تعريفا موحدا لهذا الأخير: “كل مواطن إرهابي إلى أن يثبت أنه حلزون أو حلزونة”! متيقن أنا كما قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لأحد وزراء الداخلية العرب، أنه لو كان وزير داخلية بني قريش لاعتقل رسول الله في أول يوم من دعوته! أما ولو اجتمع هؤلاء في العهد ذاك؟ أرجوكم أن تشاهدوا الفيلم، وتشاهدوا الحلزون يقابل الحلزونة في خرم الأوزون! فأكيد من أن مجرد إطلالة وزير أو مسئول عربي عليكم، تذكروا الشاعر العربي الكبير “مرجان أحمد مرجان” صاحب القصيدة الحلزونية الرائعة ! ولتسرقوا ابتسامة ساخرة تعفي قلوبكم من ضربة حزن يرجمكم بها الساسة العرب إعلاميا وثقافيا واقتصاديا، وبل ويبرعون في تلويث قلوبكم وأرواحكم وذاكرتكم بتلك الأمراض الحلزونية التي تدل على كبت وتعطش للحكم الديكتاتوري وبلائه.