العسل مادة سكرية ينتجها النحل من رحيق الأزهار بعد أن جاب مختلف الحقول والبساتين ليقوم في آخر المطاف بعملية صناعية جد معقدة تتطلب أياما طوال ليخرج من بطونها شراب فيه شفاء للناس، والعسل من العناصر الغذائية الضرورية لاستمرار حياة الإنسان وكان ولا يزال الغذاء الطبي لسقمه. ومما يؤكد لنا أهميته عبر التاريخ فقد اتخذه ” نابليون بونابرت” قائد الحملة الفرنسية على مصر رمزا لامبراطوريته، لكن كيف سيكون الحال لو تعلق الأمر بنوع آخر من العسل والذي هو من صنع خلية غير خلية النحل بل خلية البشر التي تدعي نفسها صناعة العسل الحر؟ نعم توجد خلايا بشرية تصنع العسل في الظلام وبدون أي رادع يردعهم؟ وحتى لا أحمل الوزر عفوا إنهم يصنعون السم الحر في العسل المزيف. وفي هذا الروبورطاج وبعد مرور شهر من التتبع والمراقبة استطعنا الوصول إلى معرفة المعامل المتحركة التي تصنع هذا النوع من العسل والجهات المستوردة للمنتوج في غياب جميع أنواع المراقبة من الجهات المختصة خصوصا وأن الأمر يتعلق بحياة الفرد والمجتمع. خلية بشرية هاته الخلية قريبة جدا من المواطنين لكنها في نفس الوقت جد بعيدة عن أعين السلطة والمصالح المختصة بحفظ الصحة، فالخلية تجعل من الفنادق الشعبية بحي المصلى والملاح وبعض الأماكن الأخرى مأوى لها، وذلك حتى لا ينكشف أمرهم وحتى يسهل لهم تغيير المهنة والعودة إلى حال سبيلهم متى وأنى شاؤوا خصوصا وأن الخلية يديرها أشخاص متزوجون أتوا من مختلف مدن وقرى المملكة وأغلبهم من نواحي مدينة تاونات بقرية ” با محمد ” قاصدين مدن الشمال على وجه الخصوص التي يكثر فيها نفاذ مثل هاته البضاعة التي يزعم أصحابها أنها حرفة تعلموها أبا عن جد. صناعة العسل وعن طريقة عمل هاته الخلية فإنها تشبه النحلة التي تمتص الرحيق لكن ليس من الأزهار بل يمتصونها من أكياس السكر المسحوق ومن الشمع العسلي الطبيعي الذي يشترونه من حي العيون بالإضافة إلى الشبة البيضاء التي يستعينون بها في صناعة العسل، أما طريقة تحضيرها فيكفي وجود قنينة غاز وسطل للصباغة البلاستيكية وعود المكنسة فيما يوضع الكل فوق النار إلى أن يذوب الشمع والسكر والشبة البيضاء يحرك الخليط بعود المكنسة إلى أن ينضج الخليط ويكتمل حينها يعصر العسل الطبيعي بقطعة قماش رقيق ويعبأ في قنينات زجاجية معدة لهذا الغرض.