يعتبر نشاط تربية النحل من الأنشطة الفلاحية الأساسية بإقليم الصويرة، إلا أن مجموعة من المشاكل البنيوية لا زالت تعترض تطوره في ظل شروط الجودة المطلوية، كتحكم الوسطاء في مجال التسويق والعرض، تسويق المنتوج في شروط بعيدة عن الجودة المطلوبة، ثم حصر استغلال منتوجات خلية النحل في العسل فقط مع الإهمال التام لباقي المكونات الأساسية والتي تعتبر أكثر قيمة على المستوى الطبي وحتى الاقتصادي كحبوب اللقاح، والصمغ، الغذاء الملكي، العسل بالزيوت الطيارة وكذلك لسعات النحل. وبالتالي فمشروع تنمية تربية النحل والتداوي بالعسل بالصويرة يروم رسملة هذا الغنى الغذائي ، العلاجي والاقتصادي الذي تختزنه منتوجات خلية النحل لوضع حد لعملية الهدر المستمر لثرواتها بما يتيح الاستغلال الأمثل لجانب من المنتوجات الطبيعية المحلية التي تأسست عليها ذاكرتنا العلاجية المغربية والتي صارت في طور الاضمحلال. ومن بين المهتمين بهذا المشروع مصطفى بلعسري دكتور صيدلي، من ممارسي الطب الأخضر وأشد المدافعين عن توجه وطني نحو إرساء ثقافة علاجية خضراء تمتح من الذاكرة العلاجية للمغاربة في إطار علمي مقنن يوظف المنتوجات الطبيعية المحلية لأجل مأسسة الطب الأخضر وإدخاله إطارا أكاديميا علميا كما كان عليه الحال في مجموعة من دول أوربا وأمريكا اللاتينية، كوبا على وجه الخصوص. هو الآن يحمل مشروعا لأجل تنمية قطاع تربية النحل بمنطقة ايت داوود الواقعة بمنطقة حاحا بإقليم الصويرة ، بالموازاة مع تطوير التداوي بالعسل الذي يبقى مرتبطا بمنتوجات خلية النحل في شموليتها. وتعتبر منطقة ايت داوود من المناطق الفلاحية المشهورة بجودة منتوجها من عسل النحل على الصعيد الوطني، وذلك راجع بالأساس إلى التنوع والغنى الذي يتميز به غطاؤها النباتي المتكون من الزعتر، أركان، الخروب،العرعار. ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل المركز الفلاحي المتواجد بمنطقة ايت داوود وتجهيزه باليات حديثة لتربية النحل واستخراج العسل مع الاستغلال المعقلن لجميع منتوجات خلية النحل التي لا زالت خارج انشغالات الفلاحين الذين يحصرون اهتمامهم في العسل فقط. فحسب الدكتور مصطفى بلعسري، حامل المشروع، تعتبر خلية النحل صيدلية قائمة بذاتها اعتبارا للمزايا العلاجية الكثيرة لمنتوجاتها ، كما هو الشأن بالنسبة لأمراض الجهاز الهضمي،الجهاز التنفسي،أمراض القلب والشرايين، آلام المفاصل والعظام،الأمراض الجلدية، أمراض النساء والأمراض العصبية، كما يستعمل العسل كمصدر للغذاء والطاقة كذلك. وبالتالي فالخلية مختبر حقيقي في مجال الصيدلة يقع على المتخصصين توظيفه لتطوير ثقافة علاجية خضراء نظيفة من المكونات الكيماوية ذات الآثار الجانبية الكثيرة. وبالرجوع إلى المكونات الأساسية لعسل النحل يتبين الغنى العلاجي لهذه المادة التي تتكون من السكريات ،البروتينات، الأحماض العضوية واللكتونات،المواد والأملاح المعدنية، الفيتامينات، الانزيمات، المضادات الحيوية،الفلافونويد والماء. مشروع تنمية تربية النحل والتداي بالعسل بإقليم ايت داوود بالإضافة إلى قيمته العلمية، سيعمل على توفير التاطير الضروري للساكنة المحلية قصد تمكينها من تطوير وعقلنة نشاط فلاحي أساسي يعتبر موردا طبيعيا قمينا بتامين تنمية ذات طابع مستديم تحسن دخل الأسر القروية المحلية شريطة اعتماد تقنيات حديثة والاشتغال في شروط احترافية ومؤسساتية تكفل احترام معايير الجودة على مستوى الإنتاج والتسويق . من جهة أخرى، سيمكن المشروع الساكنة المحلية من ثقافة علاجية طبيعية تستمد موادها من النباتات والمنتوجات الفلاحية المحلية ، مما سيساهم إلى حد كبير في الإجابة على النقص الكبير الذي تعانيه المنطقة على مستوى التغطية بالخدمات الصحية خصوصا في ظل فقر الأسر و تباعد المسافة بين المستوصفات وجل المراكز والسكنية والدواوير.