وفاء منه بوعده الذي قطعه على نفسه في مثل هذا النشاط من العام الماضي، وسعيا منه إلى تحقيق توجهاته ومبادئه المتمثلة في دعم وصقل طاقات الشباب. اختتم مركز التنمية لجهة تانسيفت (CDRT) يوم السبت 03 أبريل 2010 أشغال جامعته الربيعية في نسختها الثانية بمركز توبقال بأغبالو (أوريكة) بحضور 120 من الفاعلين الجمعويين الشباب المنتمين لجهة مراكش تانسيفت الحوز، ممن تقل أعمارهم عن 26 سنة. بشراكة مع جامعة القاضي عياض و عمالة إقليمالحوز ومؤسسة فريدريك نوامان الألمانية و الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. تأتي الجامعة الربيعية لهذه السنة لتعالج موضوع “المشاريع المدرة للدخل: شكل جديد من أشكال التشغيل الذاتي للشباب” تنفيذا لرغبة الشباب المشاركين في الجامعة الصيفية الرابعة المنعقدة بالصويرة صيف 2009، المتمثلة في تعميق قدراتهم على بلورة وانجاز مشاريع ملموسة مدرة للدخل ومستجيبة لأوضاع وحاجيات الجماعات التي ينتمون إليها انسجاما مع توجهات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. على مدار ثلاثة أيام كان الشباب المشاركين في الجامعة على موعد مع برنامج عملي تكويني مكثف، حاول فيه المنظمون إيصال أكبر قدر ممكن من المعلومات والمهارات للشباب في مجال إعداد المشاريع المدرة للدخل وطرق تسييرها وسبل تجاوز العراقيل والاكراهات التي تحول دون اسمراريتها. وذلك بحضور خبراء متخصصين في الميدان وأساتذة ومهندسين رافقوا الشباب طيلة مدة الجامعة، في الورشات وفي أوقات الوجبات الغذائية وبين الفقرات. وفق منهجية عمل يمكن تحديدها فيما يلي: 1-تم انتقاء الشباب المشاركين في الجامعة انطلاقا من مستوى معارفهم الأولية وتجاربهم السابقة بشأن المشاريع المدرة للدخل 2-تم تكوين المشاركين في الجامعة في مرحلة أولى عبر خمس ورشات، تضم كل منها 25 فردا، استمع فيها إلى انتظارات الشباب من هذا التكوين والى تجربة بعضهم مع المشاريع المدرة للدخل 3-ارتكزت المرحلة الثانية من التكوين على الاشتغال داخل ورشات موضوعاتية، تساعد على خلق مشاريع مدرة للدخل في مجالات خمس هي: الثقافة والترفيه، الصناعة التقليدية، السياحة، الفلاحة، الصيد البحري، البيئة. 4-تميزت المرحلة الخامسة من التكوين بتقديم خمسة مشاريع نموذجية، تم انجازها من طرف شباب الجامعة بتوجيه وتأطير من خبراء ينتمون للمؤسسات البنكية، المالية والاستثمارية، وكذا ممثلي غرفة التجارة والصناعة والخدمات، والمديرية الاقليمية للفلاحة، والمكتب الجهوي للاستثمار. بعد عمل مكثف، وتكوين مركز. خرجت الجامعة الربيعية الثانية بخمسة مشاريع مدرة للدخل تحمل بصمات شباب جهة تانسيفت، مشاريع نابعة من حس ابداعي عميق نال اعجاب وتصفيق الأساتذة والمؤطرين. ففي المجال السياحي تم تقديم مشروع إنشاء مركز متوسط لاستقبال محبي السياحة الجبلية بمنطقة تيغدوين. وفي مجال الفلاحة، قدم شباب الجامعة مشروع إنتاج وتسويق مستخلصات الورد بمنطقة دادس. بينما اقترح مشروع تعبئة وتسويق مياه عين أباينو في المجال البيئي. وفي المجال الفني تم اقتراح تنظيم مهرجان ثقافي متكامل يعرض ثقافة الجهة. وعن مجال الصناعة التقليدية تم اقتراح إنشاء تعاونية أيت أورير لصناعة وتسويق منتوجات نبات الدوم. وبعد عرض كل مشروع تتم مناقشته من اللجنة التأطيرية ومن الشباب، وتسجل حوله الملاحظات اللازمة، لتعاد صياغته من جديد من أجل توصل الشباب المشاركين على نسخهم من كل المشاريع المقدمة في الجلسة الختامية ليستخدموها كدليل عملي لإخراج أفكارهم التنموية إلى حيز الوجود. وللإشارة فقد وضع قرص (DVD) رهن إشارة الشباب، يحتوي على كافة الوثائق والصور والمعلومات الخاصة بجميع أطوار ومراحل الجامعة الربيعية الثانية. ختاما، وبناء على ارتسامات الشباب المشاركين، فقد مرت الجامعة الربيعية في نسختها الثانية في أحسن الظروف، مع تسجيل مستوى راقي للخدمات المقدمة بمركز أغبالو، من تغذية ومبيت ووسائل النظافة، بالإضافة إلى روعة المكان وسحره الطبيعي الآسر، دون نسيان كرم وطيبوبة سكان المنطقة. وهذا ما جعل الشباب يعقد آماله ويتمنى المشاركة في نسخ الجامعة الربيعية القادمة. لا يسعنا هنا إلا أن نثمن هذه المبادرات التنموية التي يقوم بها مركز التنمية لجهة تانسيفت لفائدة الشباب، إيمانا منه بالدور الريادي الذي تضطلع به هذه الفئة العريضة من المجتمع المغربي في تحقيق تنمية شاملة بجميع المناطق. ورغبة من المركز في تربية الشباب على حمل هم تنمية مجالاته المحلية.