الدويري : مسرح الطفل يعاني من “متطفلين” يشوهون صورته أكد المسرحي الشاب يونس العلوي الدويري، في تصريح خص به “نبراس الشباب”عزمه الخوض في تجربة اعتبرها الدويري خطوته الأولى في طريق الاحترافية الحقيقية في مجال مسرح الطفل، والتي تنصب في إعداد “ميثاق شرف”، تنخرط في إعداده مختلف الفرق المسرحية الخاصة بالطفل بالمملكة، تحت إشراف مجموعة “كويكا” للتنشيط الثقافي والفني، والتي يشرف علي إدارتها الدويري، وسيكون الأول من نوعه على الصعيد الوطني حيث سيوضح معالم العمل، و يحدد إطاره العام، لكي يكون إنتاج الفرق الموقعة على الميثاق، إنتاجا يرقى لمستوى التوعية، حيث أن مسرح الطفل، “ليس هو أن يصعد بهلوان، أو مهرج، إلى الخشبة، يقول الدويري، و يقوم بحركات مضحكة و يتفوه بعبارات عشوائية يضحك لها الطفل و كفى”، و يوضح الدويري فكرته مستطردا، “بل هو رسالة يجب إيصالها إلى الطفل عن طريق الترفيه و المرح، لأجل المساهمة في تطوير معارفه و تربيته على مبادئ و قيم متميزة، كما أن المنشطين المختصين في المجال يجب أن يتوفروا على تكوين بيداغوجي”، يؤهلهم إلى مرتبة يسهل معها تجاوبهم مع الطفل. كما أشار في ذات السياق إلى أن “كويكا”، ستنظم في وقت قريب أيام تكوينية في المجال ستنطلق من مدينة ابنسليمان، و المحمدية و بوزنيقة، وكذا بعض مناطق الدارالبيضاء، ونواحي هذه المدن، و من تم “سنحاول أن ننقله إلى مختلف أرجاء المغرب”، يقول الدويري. و حول جديده قال مدير أصغر فرقة بهلوان بالمغرب، ، “لنا جولة قريبة ببعض المؤسسات التعليمية، بالمحمدية و الضواحي، و كذا بعض دور العرض بمسرحية “الإنسان و البيئة”، والتي نهدف من خلالها إلى توعية الطفل بأهمية الحفاظ على البيئة، و كذا لأنها موضوع الساعة”، ويستطرد الدويري في خضم حديثه عن أعماله، ” و “كويكا” تحاول جاهدة أن تواكب مواضيع الساعة، ومستجدات العصر من خلال عروضها، حيث كمثال كان آخر عمل لها، و الذي لقي استحسانا من طرف المتتبعين، هو مسرحية “الأنفلوانزا تدق أبواب المدارس”، و التي كانت متزامنة و بداية انتشار مرض “إنفلونزا الخنازير”، و حاولنا من خلالها أن نقدم إلي الطفل كيفية تعامله مع زملائه في القسم دون أن يصاب بالعدوى”. هذا و قد شن هجوما عنيفا علي ما أسماهم “متطفلين على الميدان” حين قال، “جميل أن تتعدد الفرق الخاصة بمسرح الطفل، و المغرب بحاجة إلى مثل هذه الفرق، لكن علي أساس أن تكون جادة”، و أضاف الدويري موضحا، “اليوم أصبح كل من هب و دب يضع رتوشات على وجهه و يدخل إلى الخشبة و يعلن على أنه بهلوان يوجه رسالة إلى الطفل و أية رسالة؟”، يتساءل الدويري مرجعا سبب عزوف الأباء علي بعث أبناءهم إلي مثل هذه التظاهرات إلى هؤلاء “المتطفلين”، و الذين أفقدوا ثقة الآباء في مسرح الطفل، “دابا داخلت عليك بالله بنادم فين غادي يسيفط ولدو؟” يعلق الدويري ساخرا. جدير بالذكر أن يونس العلوي الدويري، كان قد خلق “قنبلة” حسب ما وصفت آنذاك، بعرضه لأول مسرحية إحترافية لفرقته “وردة و الشلة”، والتي حصدت عدد من الجوائز سنة 2005، و هي المسرحية التي يرجع إليها الفضل في اكتشاف إسم جديد في مجال التأليف و الإخراج المسرحي، و كذا اكتشاف وجع جديد في عالم الأطفال “وردة لمكيمل”، والتي اختيرت لتقدم فقرة “معالم” ببرنامج سنابل الذي تبته القناة الأولي الموجه للأطفال، لكنها انقطعت عنه بسبب مشاكل رفض الدويري الدخول في تفاصيلها معللا ذلك “بأننا في فترة انتقالية، نتطلع من خلالها إلى المستقبل، و لا أرغب في أن أتذكر الماضي”، و قد حاولت”نبراس الشباب” الإتصال بإدارة إنتاج البرنامج لاستفسارهم عن الأمر لكن دون جدوى. في نفس المجال لكن بعيدا من الطفل، وقريبا من الشباب، دخل ادويري تجربة التأليف والإخراج المسرحي للشباب، و قبلها أنشئ نادي أب الفنون لمسرح الشباب بمدينة ابنسليمان، و الذي قدم خلال 4 سنوات من إنشائه مسرحيتين لقيتا استحسانا من طرف الجمهور، و نقد واسع من طرف بعض المتتبعين، “فات الفوت” و “من الضحية؟”، حيث أنه كشف من خلالهما عن “طابو” مجتمعي، لا زال الحديث عنه علانية ممنوع، وهو الاغتصاب، وعواقب العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وكذلك ظاهرة الإجهاض، وما يترتب عن هذه الظواهر من مخاطر وسط الشباب. مؤخرا أحدث الدويري ناد جديد، بضواحي المحمدية، وهو نادي بني يخلف للفن الدرامي، “في زيارة مفاجئة قمت بها برفقة أحد الأصدقاء إلي دوار بني يخلف، وجدت أن شبابه يعاني كثيرا من ضعف أو انعدام الأنشطة الخاصة بهم، لأقرر تأسيس ناد مسرحي هناك وهو “نادي بني يخلف للفن الدرامي”، فُتح باب الانخراط فكان الإقبال كثيفا”، يقول يونس في حديثه ل”نبراس الشباب” في زيارة مفاجئة قمت بها برفقة أحد الأصدقاء إلي دوار بني يخلف، و جدت أن شبابه يعاني كثيرا من ضعف أو انعدام الأنشطة الخاصة بهم، لأقرر تأسيس ناد مسرحي هناك وهو “نادي بني يخلف للفن الدرامي”، فُتح باب الانخراط فكان الإقبال كثيفا”، قبل أن يستطرد ” قسمت المنخرطين إلى مجموعات من بينها مجموعة خاصة بمسرح الشباب و تضم 26 شاب وشابة، بعد سنة من التكوين المستمر قدمت لهم مسرحية “سنلعب كالكبار”، وكلي أمل في أن نحظى بمرتبة مشرفة في الإقصائيات الإقليمية، وها هي ذي النتيجة المرتبة الأولى متغلبين بذلك على4 فرق قوية ذات صيت وطني”، في الاقصائيات الإقليمية بالمحمدية، ورغم “إقصائنا في الاقصائيات الجهوية، إلا أننا لم نكن “فنهارنا” كما يقولون، والنتيجة كانت متوقعة” يقول الدويري، مهنئا جميع الفرق المتأهلة للمهرجان الوطني لمسرح الشباب.