قال الأمين بوخبزة في مداخلة له عن الإصلاح السياسي في منهج العلماء “أن العلماء ليسوا رجال دين لأنهم ليسوا أوصياء على الناس ولا على عقولهم و مادياتهم، أما العلم الصحيح في نظره هو المعرفة التي تعطي صاحبها زاد يستعين به في حياته، وهو عصمة من الرذائل إذ به تجلب السعادة و يدفع الشقاء، لكن إذا دخله عجب أو مفخرة بطل و فسد”. وأعطى المحاضر صورا من الواقع من خلال سرد بعض الوقائع لعلماء مشهورين كسعيد بن جبير وابن حنبل وحسن البصري وعلاقتهم برؤساء وحكام بلادهم ومواقفهم المشهودة والمؤرخة في التاريخ، دون الإغفال عن ذكر بعض مواقف العلماء المتخاذلين الذين أفتوا لحكام عصرهم لكل من تولى سدة الحكم بقتل إخوانه وأبناء عمومته حتى يستفرد بالحكم ولا ينافسه أحد. ليختم الأمين بوخبزة كلامه الذي كان أمام منظمة طلابية شبابية بمدينة تطوان بحر هذا الأسبوع، بتحسره على ما أفتى به مفتي جامع الأزهر الطنطاوي رحمه الله، الذي أفتى به للرئيس الفرنسي ساركوزي في قضية الحجاب. عبد الناصر التيجاني تناول في كلمته أمام الشباب الحاضر، المفاهيم الأساسية لمفهوم العلم والعلماء لتبسيط العنوان في شقه الأول إذ اعتبر العلم كقيمة إنسانية دوره تنوير ومعرفة وإضافة نوعية، وكذا حكمة و قدرة على التمييز بين الصواب و الخطأ وأن العلماء مع الحق ضد الباطل ومع المنفعة ضد المفسدة ليعرج على أهمية علماء الشريعة في الإصلاح من خلال اليقين أن العلم مقدم على العمل و شرط لصحته و صلاحه فالعلماء ورثة الأنبياء، وحملت الشريعة دورهم إكمال ما بدأه الأنبياء فلا يعذر العلماء بترك الصلاح و إبلاغ الشرع والشريعة الأساس المهمة المنوطة بهم فصلا عن تدوينهم للقرآن وتاريخ الأمة والسنة، ليقف وقفة تاريخية قدم فيها صور من الواقع البشري ومعاناة العلماء ومآسيهم التي عاشوها أشهرهم ابن تيمية، محمد بن عبد الوهاب، محمد عبده. الدكتور محمد جبرون تحدث في كلمة له عن إشكالية جدلية لمفهوم الإصلاح والفرق بين العالم والمثقف، ليقوم بسياسة المقاربة المضادة القائمة على التناقضات في المفاهيم المطروحة ليخلص إلى أن العالم ليس كل من درس صنف من أصناف العلوم، بل هو من ضبط علوم الشريعة وحفظ القرآن وعلومه، لينتقل في نهاية دراسته إلى الفنون المعرفية، ومن هنا أكد أن العالم لم يعد قادرا على القيام بأدواره فأصبح المثقف والمفكر مناط له هذا الدور بعد أن أصبح العالم ضيق المعرفة غير قادر على جمعه لجميع العلوم، ليستنتج من طرحه المستفز للحاضرين أن المثقف حاضر و بشكل قوي لأن المثقف ومعه المفكر هو الذي يصوغ الأجوبة من الأسئلة المطروحة وأسئلة للأجوبة المثارة.