في الجزء الثالث والأخير من الحوار الذي أجريناه مع الفنان الموسيقي الأمازيغي “سعيد أوتجاجت” يتحدث مع “نبراس الشباب” عن الأسباب الذي جعلته يقتحم مجال الإنتاج، وأيضا تحدث عن الفنان وعلاقته بالنقابة المهنية للفنانين خاصة الفنانين الأمازيغيين. وقد نفى الفنان سعيد أوتجاجت أن هناك صراعا بين النقابة والفنانين، بل اعتبره نزاع بين النقابة ومجموعة لا تتعدى أصابع يد واحدة، فيما الآخرون كلهم مع النقابة حسب قوله، ومع ذلك يقول سعيد أوتجاجت أن الفنان بحاجة للنقابة وليس النقابة بحاجة إلى الفنان، وتساءل هل هؤلاء الفنانين ضد النقابة أم ضد رئيسها؟. كما أجاب “أوتجاجت” عن محاور عديدة... إليكم نص الحوار. نلاحظ أنك ناذرا ما تتطرق لمواضيع اجتماعية وثقافية وأيضا سياسية في الساحة الغنائية الأمازيغية الحالية عكس عصر العمالقة الدمسيري ورفاقه، لماذا وأنتم جيل هذا العصر تكتفون بأغاني ممكن أن نقول إنها تافهة لا تخرج عن نطاق الحب والغرام؟ هذا خطأ، فكل من يتابع جديد “سعيد أوتجاجت” يكتشف العكس، في كل أعمالي تجدها مواضيع اجتماعية وثقافية وحتى السياسية، ومواضع الحب ناذرا ما تجدها في ألبوماتي، رغم أن مواضيع الحب بالنسبة لفنان أفضل من مواضع أخرى، والدمسيري رحمه الله كان يغني بأغاني الحب، من لا يعرف أغنية الدمسيري “عاون أربي يان غير الحب إكان وينونت أخدوج”، ومع كامل احتراماتي لهذا الفنان رحمه الله، فمثل هذه الأغنية لن أستطيع النطق بها، فأنا دائما أعمل من أجل إرضاء الجمهور، فأعمالي كلها لا تمس بمشاعر الإنسان الأمازيغي، أما ما يتعلق بالمواضيع السياسية فهناك بعض المواضيع القليلة لكنها بألغاز من الصعب فهم معانيها إلا الأشخاص المثقفين الذين لهم دراية. عدد من فناني الأغنية الأمازيغة يدعون أن شركات الانتاج تمارس الرقابة عليهم و لا تسمح له بإنتاج الأغاني من اختيارهم،هل هذا يوجد في واقع الأمر؟ كما قال الفنان “جانطي” “إخلض أومدا أورياد أسفاو أوسلم أمان” لا أستطيع أن أقول، المنتجون يتدخلون دائما في شؤون الفنان وبالأخص المبتدئ، أما الفنانين المشهورين فلن يستطيع المنتج التدخل في شؤونهم لآنهم يتوفر على مكانة كبيرة في السوق، والمنتج دائما يبحث عن وسائل للبيع، هناك ألبومات الآن تباع بكثرة وحققت رقما قياسا من المبيعات، لكن الفنان لن يضيف له ذلك شيئا، تجد هنا وهناك أسماء متعددة دون ذكر الأسماء مثلا “فلان وفلانة” مجموعة “هذا وذاك”، ألبومات وأغاني معروفة في السوق الفني وصاحبها غير معروف، ومثل هؤلاء الفنانين كما سبق الذكر دخلوا الفن من النافذة. هل سبق لك أن منعت من تسجيل أغنية ما من طرف بعض الشركات التي تعاملت معها سابقا؟ لا، إما يقترح علي بعض التعديلات سواء في اللحن أو الصورة، لكن الآن ولله الحمد أسهر على أعمالي بنفسي من أجل إرضاء الجمهور. القرصنة غول مخيف بات يهدد الفنان والمنتج معا بالإفلاس، والنقابة المهنية بحاجة لدعم الفنانين، هذا كلامك أنت، عن أي دعم تتحدث والنقابة في صراع مع الفنانين؟ ليس هناك صراع بين النقابة والفنانين، ممكن أن نقول هناك نزاع بين النقابة وفنانين أو ثلاث، فيما آخرون كلهم مع النقابة، ومع ذلك فنحن بحاجة للنقابة وليس النقابة حاجة إلى الفنان، هل هؤلاء الفنانين ضد النقابة أم ضد رئيسها، رئيس هذه النقابة لن يهاجمها ولن يحتلها رغما غنا، بل بأصواتنا وصل إليها، ورغم ذلك أنا أعرف أن عددا من الفنانين انخرطوا في العمل النقابي فقط لحاجة في نفس يعقوب، هل الذي أنخرط منذ سنة 2003 ولن نراه حتى سنة 2009 نعتبره منخرطا؟، ولا ننسى أن النقابة في بعض الأحيان تسير نحو الإفلاس، بعض الأحيان لن تتوفر حتى على ما ستؤدي به ثمن كراء المقر، لذا أقول لهؤلاء الفنانين الذي يتهموننا أننا نحن نحتل النقابة أن يأتوا ونحن مستعدون لإدلاء بأصواتنا من جديد، نرى هل سيضيفون شيئا للنقابة والفنان الأمازيغي، مع العلم أن نقابتنا هذه فقط فرع بمدينة اكادير الكائن مقرها بالدشيرة، فيما المركز الوطني يتواجد بمدينة الرباط. خلاف مع نقابتكم كان بين عدد من عمالقة الأغنية الأمازيغية ك “أحمد أوطالب المزوضي” و”الحسين الباز” و”الحاج الحسين أمنتاك”من المخطئ إذن؟ “أوطالب المزوضي” يسكن في الدارالبيضاء، فالأفضل له أن ينخرط في المركز الوطني الأقرب منه، وهؤلاء الثلاث هل نزاع بينهم وبين النقابة أم بينهم وبين رئيسها، للإشارة فسبق وأن أسسوا جمعية فنية إلا أنهم لم يستطيعوا تحمل المسؤولية فيها، وأريد أن أوضح أن “الحسين الباز” و”الحاج الحسين أمنتاك” منخرطان بالنقابة، والنقابة لازالت في بدايتها، لازالت تعاني الكثير، لم يمر كثيرا عندما خرجت النقابة من المحفظة اليدوية لتتوفر على مقرها الواقعي، أكيد أن البعض يقول بأن النقابة ترسل الفنانين على نفقاتها للدول الأوربية لإحياء السهرات كمجموعة إمغران” و”تبعمرانت” و”سعيد أوتجاجت”، وهناك إشاعات أقاويل لا أساس لهما من الصحة، يطلقونها فقط تشويشا على النقابة والفنان الأمازيغي، النقابة لن تدافع عن الفنان كي يخرج من السجن مثلا أو تقدم له ما يأكل، بل دورها محدود فيما هو حقوقي وأشياء أخرى واضحة. “تعتبر بطاقة الفنان من أبرز المكتسبات التي حققتها النقابة المهنية لأسرة الفن، وهي وسيلة لمحاربة التسيب في القطاع الموسيقي”، هكذا قال محمد الخطابي في حوار له مع جريدة جهوية بأكادير على هامش مهرجان جائزة الحاج بلعيد بتزنيت، هل تتوفرعلى هذه البطاقة؟ أكيد، أتوفر عليها، لكن ما فائدتها؟، أنا من الأوائل الذين استفادوا منها، و مدة صلاحيتها ثلاث سنوات. ما يقصد الخطابي بالتسيب في القطاع الموسيقي؟ أشخاص ليسوا بفنانين ويستعملون أسماء الفنانين للتحايل، سواء في المهرجانات أو الحفلات، وهذه البطاقة هي التي تميز بين الفنان وشبه فنان. قال أيضا محمد الخطابي في ذات الحوار: “المسألة الثانية التي تحققت للفنان بفضل النقابة هي التغطية الصحية”، وأكد أن كل فنان من حقه الاستفادة كان منخرطا أو غير منخرط، هل استفدت من هذه المبادرة؟ نعم، هنالك التعاضدية يمكن لأي فنان الاستفادة منها ولو أنه غير منخرط، والانخراط ليس إجباريا. “أحمد أوطالب المزوضي” في برنامج إذاعي قال بأنه لا يتوفر عليها وعدد من الفنانين الآخرين، ويتهم النقابة المهنية باستعمال التمييز بين الفنانين، ما رأيك في الأمر؟ فعلا “أوطالب المزوضي” لا يتوفر عليها، والبطاقة يتوفر عليها 14 فنانا بمدينة أكادير، إذا كان يقول أن النقابة تمنح البطائق بالتمييز فهو مخطئ، الذين منحوا البطاقة ليست النقابة، النقابة فقط دافعت عن الفنان من أجل أن يتوفر على جميع حقوقه. عدد من الفنانين استنكروا وأدانوا بشدة تعين الفنانة “فاطمة تبعمرانت” عضو المعهد الملي للثقافة الأمازيغية، أنت مؤيد لهذا أم معارض؟ أنا لست معارضا ولن أعارض أبدا، وكل من سألتهم يقولون نحن مؤيدون لها، الفنانة “تبعمرانت” أعطت الكثير للأغنية الأمازيغية وذات شخصية قوية تستحق أكثر من ذلك، وليس لي أي سبب ولغيري نستنكر به ذلك، فمن استطاع أن يكون حتى عضو في الحكومة فليفعل ونحن وراءه جنود مجندون، هذا يسمى المعهد الملكي وليس النقابة من وضفتها كما يعتقد البعض، ولا يوجد لدى المعهد الملكي ولا عند النقابة ما سيضيفه لي ولغيري، أنا أقدر وأحترم الجمهور دون غيره. ماذا قدم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغة للموسيقى الأمازيغية السوسية؟ قدم أشياء عديدة، فالقناة الأمازيغية ليست بالأمر السهل، كما قدم تسهيلات في الإنتاج، وساعد الفنان الأمازيغي ليشارك في المهرجانات الوطنية والمحلية ليس كالسابق، وأشياء أخرى نشكر الساهرين عليه. ما تقيمك للإعلام المغربي بجميع أصنافه – المرئي، السمعي، المكتوب، الالكتروني-؟ الإعلام المرئي أهمل الفنان الأمازيغي، نشاهد دائما نفس الوجوه، نفس الآراء، أما الإعلام السمعي فقد أعطى حقه ولو قليلا للفنان الأمازيغي، فيما الصحافة المكتوبة والإلكترونية فأشكرهم شكر خاص لأنهم يكلفون أنفسهم العناء ويتنقلون بحثا عن الفنان فخيرهم أولى. إليك بعض الأسماء ولك التعقيب. حسن أرسموك: فنان كبير، ذو صوت جميل. الحسين الباز: فنان كبير ذو تجربة السبعينيات. الحاج الحسين أمنتاك: رجل محترم. فاطمة تبعمرانت: أشكرها لما أعطته للأغنية الأمازيغية. رشيد إنرزاف: أتمنى له التوفيق. المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية: يجب أن يتحمل مسؤلياته بما فيه الكافية. بطاقة الفنان: “عندي ولكن مافيها فايدة” القناة الأمازيغية: ذات شرف. كلمة أخيرة: أشكر شكرا جزيلا طاقم نبراس الشباب، وبالأخص سعيد الكرتاح ابن قبيلتي “إمجاط” على هذه الخطوة والإطلالة على الفنانين الشباب، وأشكركم على الإهتمام بالأغنية الأمازيغية، وأشكر جمهوري العزيز ومحبي الفن الأمازيغي عموما. للتواصل مع المحاور: [email protected]