سعيد الكرتاح – نبراس الشباب: “الإناث سر جمال هذا الكون”، العبارة الأولى هي خاتمة لمجموعة من العبارات التي جمعتها فتاة تعبر فيهما عن مدى جمال “الإناث” في هذا الكون، واعتبرت الفتاة على حد تعبيرها كل مذكر وكل الأشياء الخبيثة والقبيحة والمؤلمة “نكدا”، عكس الأشياء الجميلة كما تراها الفتاة في عبارتها التي نشرتها على الموقع العالمي الفايسبوك. ومن الملاحظ أن كل العبارات التي أشارت إليها الفتاة على صواب وحق، (كالجنة والسعادة والابتسامة والحياة والصحة ثم المحبة والرحمة والمودة والإجازة والمتعة والراحة) كلهن على جنس الإناث، لنجد مقابل هذه الكائنات (كالجحيم والحزن والبكاء والمرض والموت والغضب والحقد والحسد والتعب) في لباس “المذكر” ترافق حياة البشر المؤلمة. لكن هل حقا الإناث لوحدهن سر جمال هذا الكون!؟؟. هل المذكر حقا نكد؟. سؤالين من الصعب الإجابة عليهما وتحليلهما معقد شيئا ما. نعم، “الجنة” مؤنث ولأجلها نصلي ونصوم ونزكي في أموالنا، فيما “الجحيم” الذي يٌدََخل “الحزن والخوف” لقلوب الإنسان مذكر، لكن أليس “الجهاد والصوم والحج” ذكورا وبهم ننال “الجنة”، ولك تعقيب أيتها الفتاة التي تنظر” للسعادة والابتسامة” كلمتان مؤنثتين جميلتين في هذا الكون. في الواقع “السعادة” عليها نبحث في حياتنا الشخصية والعائلية والمهنية، وحينما نحصل عليها نبتسم لها وللحياة التي بدورها مؤنث، لكن في مقابل تلك الكلمتان نجد الذكرين “الحزن والبكاء اللذان يرافقان الشخص في حياته المهنية والعاطفية و و ..، لكن هل تستطيع “الابتسامة والسعادة” أن تفرضا وجودهما داخل هذا الكون في غياب “المال والحب” اللذان بدورهما لبسا جلباب المذكر،... تأملي جيدا. لن تفوت الفتاة صاحبة العبارات الفرصة للتذكير بأن “الصحة” هي الأخرى مؤنث والتي بطبيعة الحال نعتبرها تاج فوق رؤوس الأقوياء، وعندما نكون في صحة جيدة تكون “الحياة” أحلى، فيما نجد جانب الصحة شئ اسمه “المرض” بجسد المذكر، وكل من ألم به إلا ويتمنى “الموت” بدل العيش في الحياة، وكلما جمعتنا علاقة مع شخص أخر إلا وجمعتنا معه “المحبة والرحمة والمودة”، إلا أن في الأخير تنقلب الآية ويصبح “الغضب والحسد والحقد” أفعال تهزم العلاقة وتفشلها. نعم أمر لا يختلف فيه اثنين، الصحة بلا “الدواء والمستشفى والمستوصف” الذين يساعدون الصحة للتوازن إضافة إلى “الأكل والشراب” لما كنت، دون أن ننسى “الأوكسجين” الذي يتنفسه كل مخلوق، فلكل إناث صورة مذكر يتماهى مع وجودها، ... أليس كذلك. للإشارة إن بعد “التعب” من دوامة “العمل” يستفيد المرء من “الإجازة والعطلة” لزيارة العائلة بعد الفراق الطويل والاستمتاع “بالمتعة العائلية والراحة” البدنية، صحيح هذا، لكن ما أحلى المتعة العائلية الممزوجة “بالحب والعطف والحنان والشوق”، وما أجمل الإجازة إذا حضر “المال”، وأي راحة بدنية خير من “الزواج”. في نهاية عبارتها طلبت الفتاة كل الذكور الذين وسمتهم بالنكد ليهتموا بالإناث اللواتي يعتبرن سر جمال الكون، والنكد بدوره مذكر تضيف صديقتنا، ونسيت صديقتنا أن المصيبة مؤنث، ونحن الذكور نطلبها لتكف من العنصرية فلولا الذكر لما كانت الإناث جميلات الكون، “والكون” بدوره مذكر صديقتي، إذن فارحلي عنه. للتواصل مع الكاتب: [email protected]