نبراس الشباب – خاص: مجد السملالي شاب لم يتجاوز سنه الخامسة والثلاثين، اختار ولوج عالم السمعي البصري عن حب راوده منذ سنوات الطفولة، عندما كان يرافق والده الذي كان يعمل مخرجا تلفزيونيا إلى الاستوديوهات التي استحوذت على مجد وجعلته يتخذ قرارا حاسما وشجاعا بالتخلي عن مهنة الهندسة المعمارية التي درسها وزاولها لفترة محدودة وإلى غاية سنة 1999 حيث سيفكر بتحقيق حلم الطفولة والانصياع إلى حبه الأول المرتبط بالكاميرا والتلفزيون. كانت البداية كمساعد مصور في بعض القنوات، وهو الأمر الذي ساعد مجد على اكتساب تجربة مهمة انضافت على التجربة التي اكتسبها من خلال الدورات التدريبية والتكوينية التي قام بها. لعل أي شخص قد يستغرب هذا الانقلاب الكبير الذي قام به مجد في حياته المهنية والانتقال بين مهنتين مختلفتين كليا، ولكن مجد لا يستغرب الأمر باعتباره يلائم ميوله الصحفي والفني، ولذلك لم يكن صعبا عليه القيام بهذه الخطوة التي قادته نحو العديد من القنوات المتخصصة في الأخبار والبرامج الوثائقية، إلى أن وصل إلى وكالة “رويترز”. يعتبر مجد الإلمام بتقنيات التصوير التلفزيوني مسألة ضرورية لنجاح الصحفي ولكن بالإضافة إلى إتقان التقنيات، يصر مجد على أهمية أن يكون المصور التلفزيوني هاويا بالدرجة الأولى للمهنة التي يقوم بها، باعتبار أن حب العمل بالدرجة الأولى هو الذي يؤدي إلى التميز وإلى تحقيق النجاح والقدرة على تحمل الصعوبات التي يلخصها مجد في طريقة تعامل بعض الأشخاص مع المصور التلفزيوني وهو الأمر المرتبط في غالب الأحيان بالهاجس الأمني، ما يضيع على المصور في بعض الأحيان فرصة التقاط بعض الصور المهمة لانشغاله بتفسير وظيفته وإثبات هويته، وإبراز تراخيص التصوير. ولكن وبالرغم من تلك الصعوبات التي يواجهها مجد فهو لم يندم أبدا على التخلي عن وظيفته الأولى كمهندس معماري، فهو يرى بأن عمل المصور التلفزيوني يتيح له معايشة مواقف طريفة أحيانا وغريبة في أحيان أخرى، وهنا يذكر مجد على وجه الخصوص، قيامه مثلا بتصوير نشاط وزاري مهم في قبة البرلمان أو الوزارة والخروج لحظات بعد ذلك للقيام بتصوير المتشردين وهي المفارقات التي لا يمكن أن يعايشها سوى العامل في المجال الصحفي. “المشاهد لا يرى سوى ما يبدو له في إطار شاشة التلفزيون”، هكذا يعلق مجد على التساؤل إن كان يعتبر نفسه جندي خفاء، إذ أن المشاهد وإن كان يشاهد صور الكاميرامان في شاشة التلفزيون فهو لا يفكر فيه بل يكتفي بالتركيز في الصحفي الذي يقدمها، هذا الأخير الذي تجمعه علاقة تكامل مع المصور التلفزيوني حسب ما يوضح مجد الذي يعتبر بأن تجربة كلا الطرفين وحدها الكفيلة بتحديد نوعية العلاقة التي تجمعهما وأسلوب اشتغالهما القائم على التعاون وعلى إدراك كل طرف لواجبه. المصباح