احتضنت الجامعات المغربية طيلة الآيام الأولى من شهر شتنبر الجاري، أيام استقبال الطالب الجديد التي ينظمها مطلع كل سنة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، هذه الأيام التي تلقى تجاوبا كبيرا من طرف الطلبة خصوصا مع الحاجة الملحة للتوجيه والإرشاد. تعريف وتواصل... وقد جاءت هذه الأيام للتواصل مع الطلبة الجدد وتعريفهم بمختلف المسالك والتخصصات المُتاحة في كلياتهم، الشيء الذي تطلب استنفارا قويا لمُناضلي الإتحاد وعلى رأسهم أعضاء مكاتب التعاضديات للعمل على استقبال الطلبة الجدد وإرشادهم إلى جانب مساعدتهم في تعبئة ملفات التسجيل. وقد لاقت هذه الأيام تجاوبا كبيرا من طرف الطلبة، الشيء الذي عبرت عنه إحدى الطالبات قائلة:” نفتقد كثيرا لمثل هذه الأنشطة خصوصا أننا نلج الجامعة دون أن نعرف عنها شيئا لأن أغلبنا من مدن بعيدة عن الجامعة، كما أن هؤلاء الطلبة جزاهم الله عنا كل خير قاموا بمجهودات جبارة لإعانتنا ولا أدري ما كنا نفعل لولا مساعدتهم”، وأضاف أحد الآباء قائلا:”لقد ساعدنا هؤلاء الشباب كثيرا خصوصا أنهم عملوا على توضيح العديد من الأمور المستجدة بنظام الدراسة والتي كنا نجهلها تمام الجهل”، وفي كلية العلوم والتقنيات بسطات لم تقل أيام استقبال الطالب الجديد قوة عن نظيراتها، فمنذ أن فتحت الكلية أبوابها حتى أسرع مُناضلو الإتحاد بتثبيت لافتات ترحيبية بالوافدين الجدد إلى جانب القيام بجولة تواصلية مع الطلبة وزعوا فيها مطويات تعريفية بالإتحاد الوطني لطلبة المغرب وبنظام الوحدات إلى جانب مختلف الآفاق والمسالك الدراسية المتوفرة بالكلية. ومن الملاحظ في هذه الأيام أن الوسائل تعددت بتعدد الكليات التي نُظمت فيها، لكن الهدف الأساسي منها كان موحدا على صعيد جميع المواقع، والذي تجلى في خدمة الطالب والسعي لإرشاده وتوضيح الآفاق الممتدة آمامه. برنامج واعد... وقال الطالب عبد الرحيم كلي الكاتب العام للإتحاد مؤكدا أن هذه الأيام مجرد بداية لبرنامج قوي وحافل:”فاستقبال الطلبة الجدد، هو واجب دأبنا عليه منذ سنوات وهو من بين النقط البرنامجية الثابتة في أجندة الاتحاد، حيث تتنوع أنشطتنا لتلامس الجانب الثقافي والنقابي والاجتماعي في تناسق وتناغم تامين تلبية لحاجيات الجامعة كفصاء للعلم والمعرفة والتواصل البناء والحرية المصونة والابداع الراقي، إذن فكما عودنا الطلبة حضورنا الدائم إلى جانبهم فسنكون هذه السنة كذلك وبقوة أكبر وببرنامج أكثر كثافة سنعلن عنه في وقته بإذن الله تعالى”. وتجدر الإشارة أن الإتحاد الوطني لطلبة المغرب دأب في جميع فروعه على تنظيم أيام ثقافية وأمسيات فنية من شأنها كسر روتين الدراسة اليومي إلى جانب العمل على بث روح جديدة بين صفوف الطلبة ملؤها الحيوية والتحفيز على التفوق الدراسي والمعرفي. جسد واحد... وفي نفس السياق يعتبر قياديو الإتحاد الوطني لطلبة المغرب أن أيام استقبال الطالب الجديد تعتبر واجبا طلابيا تفرضه الثقة التي وضعها الطلبة في مكاتب التعاضديات والفروع وصولا إلى الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطني الشيء الذي أكده الطالب المُناضل عبد الرحيم كلي الكاتب العام للإتحاد الوطني لطلبة المغرب في تصريح قال فيه:”إنطلاقا من الحديث الذي رواه البخاري عن سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام والذي قال فيه: مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، هذا الحديث الذي يمثل فيه الحبيب المصطفى المومنين بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى عضو تداعى له الجسد واستجاب لدعوتة وتضامن معه بالسهر والحمى ومن هنا فمن واجبنا_أؤكد على كون هذا العمل هو واجب_ الوقوف بجنب إخوتنا تحقيقا لهذا الحديث واتباعا للسنة النبوية الشريفة المبنية على التكافل وإن شاء الله تعالى ستستمر هذه الأيام في كل الجامعات حتى التاريخ المحدد لعملية التسجيل وبعده. دائما في الموعد... وفي مقابل هذا التجاوب الكبير الذي لاقته هذه الأيام في مختلف جامعات وكليات المملكة فقد أثارت هذه الأخيرة حفيظة الإدارة في أكثر من موقع فعلى سبيل المثال عرف موقع تازة استنفارا قويا لجميع قواها لتكون بذلك في الموعد لمنع مكتب التعاضدية من الحصول على الوسائل التي من شانها تسهيل هذه العملية من قبيل الطاولات والكراسي بل ووصل التمادي بالإدارة إلى السب والشتم بالفاظ لا تليق بالحرم الجامعي الشيء ندد به مكتب التعاضدية في بيان نُشر على صفحات موقع الإتحاد أكدو فيه تشبثهم بحقوقهم النقابية إلى جانب إعلانهم عن عزمهم على الاستمرار في الدرب النضالي الذي رسمه شهداء الحركة بدمائهم الزكية، إلى جانب تحميلهم للإدارة مسؤولية المشاكل التي تعرفها عملية التسجيل جراء منهجيتها القمعية والغامضة. وفي نفس السياق ندد فرع الإتحاد بأكادير بمجموعة من الخروقات التي تعرضت لها عملية استقبال الطلبة الجدد من قبيل تعمد غلق الطرق المؤدية إلى المكاتب المخصصة لإرشاد الطلبة إلى جانب قلة الأماكن المخصصة للتسجيل وكذا الموظفين المشرفين على العملية بالإضافة إلى عدم احترام التوقيت المعمول به الشيء الذي خلف حالة استياء لدى الطلبة الجدد. ونفس الشيء عرفته الكلية المتعددة التخصصات بالراشدية وكلية الآداب بفاس سايس، إلا أن هذا لم يمنع من تسجيل ارتياح عام لدى الاتحاد بخصوص سير العملية برمتها. للتواصل مع الكاتب:[email protected]