كل شيء بدا لي هادئا عندما بدأت اعد هذه المادة الصحفية حول مشاكل الطلبة المغاربة في روسيا لكن مع وصولي إلى جامعة الصداقة بين الشعوب في العاصمة موسكو، حتى باتت الأمور تتضح أكثر. مشاكل بالجملة ، يواجهها الطلبة المغاربة ،ورزمة من الهموم تواجههم، اعتداءات عنصرية تقع في العديد من المدن الروسية التي يتواجد فيها الطلبة المغاربة كالعاصمة موسكو، ريزان و سان بترسبورغ ، على يد حليقي الرؤوس . أما الهواجس الدراسية والمالية فتقض مضاجعهم وتعرقل مسارهم الدراسي. أنا في حاجة إلى الجلسات المغربية! أصل إلى جامعة الصداقة بغية الإطلاع على أحوال الطلبة المغاربة . قمت بجولة استطلاعية داخل هذه الجامعة الروسية، رفقة محمد أنس طموح، رئيس رابطة الطلبة المغاربة بنفس الجامعة. حدثني عن الجامعة و علاقة الحاضر بماضي الإتحاد السوفيتي و أشياء كثيرة تغيرت في روسيا، كإسم هذه الجامعة الذي تحول من باتريس لومومبا إلى جامعة الصداقة بين الشعوب ،وهي مؤسسة علمية تعد من أعرق الجامعات الروسية وأقدمها، أسسها العالم الروسي الشهير ميخائيل لومونوسوف في موسكو عام 1755. أما الشهادة التي تمنحها لخريجيها معترف بها في الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة. جولتي في الجامعة الروسية، سمحت لي بلقاء الطلبة المغاربة، و معرفة أجواء الفضاء الجامعي. التقيت بالطالب كريم الذي أتى إلى روسيا من أجل دراسة السياحة. يسكن في الحي الجامعي رفقة طالبين واحد من الصين و آخر من كازاخستان . حكايته مع روسيا ارتبطت بالحظ على حد قوله: لقد درست الاقتصاد في في المغرب إلى حدود نهاية السنة الأولى، بعدها اخترت مكاتبة الجامعات في كل من كنداوروسيا وفرنسا . توصلت بالجواب الأول من الجامعة الروسية وقررت المجيء إلى موسكو. كريم يراهن على مستقبل السياحة في المغرب، و خاصة على المليون سائح الذي من المتوقع أن سيزور المغرب عام 2010. كريم لم يستطع دراسة السياحة في وطنه، لان الدراسة في مجال تخصصه تشترط معدلات دراسية معينة. الحياة الطلابية في روسيا يراها كريم باستغراب: لقد أتيت إلى روسيا ولا أعرف أي شيء عن الثقافة الروسية و اكتشفت الكثير من المعارف. في المغرب هناك أمور جيدة، لكن في روسيا تفتح الكثير من الآفاق. إننا نتعلم ما لا نتعلمه في المغرب، على سبيل المثال: التواصل بين المغاربة في المغرب مختلف عن مثيله هنا. هنا أجد انفتاحا في تعامل الناس و كأنك تتعرف على ثقافات العالم. مشاكل الطلبة المغاربة شخَّصها كريم في عوائق تعلم اللغة الروسية وتأخر صرف الأموال التي يبعث بها أهله إلى البنوك الروسية. هذه المشاكل يفسرها ارتفاع مستوى العيش في العاصمة الروسية بشكل مثير جدا. عندما كان كريم يتحدث عن بداياته الغريبة في موسكو، استعمل لهجة فيها نوع من الدهشة: كانت البداية جد صعبة بالنسبة لي في موسكو، أريد مثلا شراء بعض الحاجيات الضرورية للأكل، لكنه عليَّ التحدث باللغة الروسية التي لم أكن قد تعلمتها، و بفضل جهود الإخوة الطلبة المغاربة، حلت هذه المشاكل اللغوية. كريم و العديد من الطلبة المغاربة ، لايحسون بالغربة القاتلة كما يُعتقد، لأنهم يتواصلون باللغة المغربية فيما بينهم و كأنهم في المغرب. لكن كريم انتابه شعور بالعزلة . حالة فيها نوع من القسوة: أحيانا كنت وحيدا، لكن فقط في الأيام الأولى التي دخلت فيها موسكو. وبالمقابل، علاقة كريم مع الجالية المغربية في موسكو يطبعها التعايش، فكل واحد له شخصية متميزة على حد قوله: لدينا علاقات جيدة مع المغاربة ، لكن القليل منهم يزور الطلبة في الجامعة ويتحدث معهم . أنا شخصيا محتاج لهذه الجلسات المغربية، إنني أجد فيها ما أفتقده! الطلبة المغاربة يرون روسيا من زوايا متعددة . البعض يعتبر أن تجربة هذا البلد ايجابية و شيقة ، لكن الذهاب في تيار معين يمكن أن يقضي على مستقبل الطالب المغربي كما يؤكد كريم. أما البعض الآخر، فينظر إلى أن التواصل مع الشعب الروسي ، يظل أمرا سهلا و مفتوحا. الروس يريدون معرفة الثقافة المغربية. فالعديد منهم يعتقد أن المغرب بلد صحراوي وفيه الكثير من البرتقال. صورة البرتقالة المغربية لابدة في ذاكرة الروس ، لكن أنس طموح ، رئيس رابطة الطلبة المغاربة ، يحاول التعريف بالثقافة المغربية التي يختزلها الروس فقط في الصحراء و البرتقال . وبغض النظر عن الأحكام و التمثلات الجاهزة، فإن الروس لهم صورة ايجابية عن المغرب ، على حد قول كريم الذي عندما يقول لزملائه الروس ، إنه مغربي ، ينزلون عليه بوابل من الأسئلة ، حول الحياة في بلاد المغرب و هل بالفعل المغاربة عرب أم لا. فكريم يحاول تقديم صورة عن المغرب للشعب الروسي، على الرغم من أنه لا يحيط بكل تفاصيل الثقافة المغربية. أما فيما يخص الأنشطة التي ينظمها الطلبة المغاربة فهي متنوعة ، تؤطرها رابطة الطلبة. لكن القليل من هؤلاء الطلبة يهتم بالأنشطة الثقافية. فتنظيم هذه الفعاليات يشوبه الصراع . فالعديد منهم يريد أن يفرض رأيه، فتقع الصدامات أكثر من مرة، حتى أن كريم عبر عن واقع الحال الطلابي بلهجة مغربية واضحة: كل واحد يلغي بلغاه و العمل الجماعي غائب ! جامعة ريزان و حكاية المدير الجديد ! إذا بحثنا عن أكبر تجمع للطلبة المغاربة ، سنجده في جامعة ريزان التي تقع على بعد 196 كلم جنوب شرق العاصمة موسكو، ويقطن فيه أكثر من 500 ألف نسمة من بينهم نحو 300 طالب مغربي . تجمع الطلبة المغاربة في هذه المدينة على الخصوص ، و ليس في موسكو أو في مدن روسية أخرى ، يفسره البعض بوجود اتفاقيات خاصة تربط المركز الثقافي الروسي في الرباط و جامعة ريزان . وللإشارة، تأسست جامعة ريزان عام 1950 وكانت تسمى منذ عام 1950 إلى غاية عام 1992 ، بمعهد موسكو الطبي الثالث، لكن بعد إحراز منجزات علمية عدة من قبل العالم الفيزيولوجي أ.ب. بافلوف، الذي ولد في مدينة ريزان ، أصبحت المؤسسة الجامعية تسمى بجامعة ريزان الحكومية الطبية . و تعتبر هذه الجامعة من بين المؤسسات العلمية الرائدة في روسيا و تتم الدراسة فيها باللغة الروسية و الإنجليزية و الفرنسية. زكرياء طالب مغربي ، 25 سنة ، درس في ريزان سنوات عدة قبل أن ينتقل إلى العاصمة موسكو ، فهو يعتبر أن واقع الجامعة الحالي أضحى سيئا بقدوم مدير الجامعة الجديد، الذي أصبح لا يعمل على حل مشاكل الطلبة بقدر ما يقوم بترك الأمور على حالها أو إصدار قرارات الطرد في حق البعض. زكرياء لم يخف قضايا تهم مستوى الجامعات الروسية الرفيع و مشاكل السكن الجامعي . فخلافا للوعد الذي يتلقاه الطالب في المغرب قبل قدومه إلى روسيا ، بالسكن في غرفة لوحده، يفرض عليه عند نزوله في الحي الجامعي زملاء آخرين ، ما يعرقل مسيرته الدراسية. إضافة إلى كون روسيا وبعد توقيعها للعديد من الاتفاقيات مع أوروبا أصبحت هناك شروط متميزة تفرض على الطلبة تخص الامتحانات و الفروض و غيرها. مشاكل العنصرية و حليقي الرؤوس تظل حاضرة في مدينة ريزان، على غرار المدن الروسية الكبرى ، على حد قول زكرياء . فهي تثير الكثير من المخاوف. السؤال الذي بات مطروحا حاليا: من هي هذه الحركات العنصرية و كيف ظهرت في روسيا ؟ حليقو الرؤوس يفزعون الطلبة المغاربة ! إذا كانت العديد من المصادر تؤكد أن الطلبة الأجانب لم يعانون من العنصرية في زمن الإتحاد السوفيتي ،فإن تقارير تفيد أن عدد الجرائم العنصرية ارتفع بشكل كبير في روسيا هذا العام. فالتحولات العديدة التي عرفتها روسيا خلال العشرين سنة الأخيرة ، ساهمت في ظهور جماعات متطرفة كتلك المعروفة "بحليقي الرؤوس". هذه الجماعات أصبحت تفزع الأجانب وذوي البشرة السمراء من أفريقيا أو المنحدرين من أصول قوقازية أو العرب الدارسون والمقيمون في روسيا. الطلبة المغاربة يعانون بدورهم من اعتداءات تتكرر بين الفينة و الأخرى وفي مناسبات خاصة، كانت آخرها ما تعرض الطالب المغربي عثمان أ. 19سنة ، من اعتداء عنصري ليلة الثالث من مايو المنصرم بمحطة الميترو فرونسانسكايا في مدينة موسكو، من طرف حليقي الرؤوس ، حيث تم نقله إلى مستشفى BATHINSKAYA في وضعية صحية مقلقة. التقيت بالطالب عثمان الذي ينحدر من مدينة اخريبكة ، و بتابع دراسته الجامعية في السنة الأولى تخصص هندسة معمارية . و لأسباب عائلية ، رفض استقبالي رفقة رئيس رابطة الطلبة المغاربة ، كما فعل مع الصحافة الروسية عند زيارتها له في المستشفى. وبعد أخذ و رد، استطعنا محاورته، فحكى لنا قصة الاعتداء في المترو ، حيث تم وضعه بقسم الإنعاش لمدة أسبوعين. حكايته مع جماعات حليقي الرؤوس لم تكن الأولى من نوعها ، فقد سبق و أن تعرض لاعتداءات و تحرش من طرف أصحاب الاقمصة السوداء . عثمان تقدم للشرطة الروسية بشكاية في الموضوع ، والتي سجلت ضد مجهول . لاشك أن روسيا التي انتصرت على ألمانيا النازية، تحولت إلى ساحة للنازيين الجدد. الأرقام تقول، إن أعداد النازيين في روسيا يصل إلى نحو 50 ألف ناشط يتبعون لعشرة تنظيمات متطرفة تمارس نشاطها على الأراضي الروسية، و أن ما مجموعه 37 شخصا قتلوا وجرح 114 آخرين بسبب الحقد العنصري في البلاد، في الفترة الممتدة من ديسمبر 2007 إلى فبراير 2008 ، مقابل 27 قتلوا و178 جرحوا في فصل الشتاء المنصرم. وبات لحليقي الرؤوس الروس نفوذ ملموس في عدد من المدن الكبرى مثل سان بطرسبورغ وريزان و كراسندار وموسكو نفسها. ويردد أعضاء هذه الجماعات عند هجومهم على فريستهم شعارات مثل روسيا للروس أو موسكو للموسكووين وأحيانا يحيا هلتر . حليقو الرؤوس يتلقون الدعم من عدة أطراف على رأسها ، الزعيم السياسي إدوارد ليمونوف ، وهو رئيس الحزب الوطني الروسي. اسم ليمونوف الحقيقي هو إدوارد سافينكو، ترعرع في المدينة السوفيتية الصناعية خاركوف التي أصبحت الآن جزءاً من أوكرانيا. في بداية العشرينيات من عمره ، قدم إلى موسكو واستخدم اسماً مستعاراً للكتابة . البعض يقول، إنه خدع السلطات ليكسب شهرة بوصفه شاعراً غاضباً يحمل ثقافة شبابية مغايرة ، ما ساعده على بيع أشعاره. ليمونوف يدعو لاستخدام الأساليب الصربية لاستعادة الأقاليم السوفيتية السابقة ذات الأكثرية الروسية، وقد اقترب ليمونوف من المجموعة التي سمّت نفسها "روسيا الأخرى" عام 2004، وقال بإمكانية استخدام مسلحيه لإرهاب الخصوم. والمعروف عن ليمونوف أن ميليشياته حاولت الاستيلاء على كنيسة في ريغا ، ودخلت السجن وما تزال فيه، كما أن ليمونوف نفسه اتُهم بتهريب السلاح عام 2001 وبقي في السجن عامين كاملين. إدوارد ليمونوف كتب 37 كتاباً. وبالرغم من أن أتباعه لا يتجاوزون 15 ألفاً ، فإن حزب ليمونوف يشكل ظاهرة فريدة في روسيا اليوم، وحزبه يشكل حركة معارضة . وتقول مصادر عدة ، إن القوميين البلاشفة يفاخرون بأن أتباعهم القابعين خلف السجون ، هم أكثر عدداً من أي حزب آخر. فهناك سبعة وأربعون من مؤيدي الزعيم ليمونوف في السجون والذين يواجهون تهماً خطيرة مثل الإخلال بالنظام العام. عموما، حكايات الطلبة المغاربة تبدأ عندما يحطون الرحال في روسيا ، لكنها لا تنتهي ، فالواقع و مجريات الحياة الروسية حابل بالعديد من المغامرات، فتعب كلها الحياة . في حوار مع أنس محمد طموح ، رئيس رابطة الطلبة المغاربة بجامعة الصداقة في موسكو المعروف عن الطلبة المغاربة هو الذكاء و النباهة و سرعة التكيف بطاقة تعريف: أنس محمد طموح، 25 سنة، طالب في الماجستير، تخصص صحافة، جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو متى وكيف تأسست رابطة الطلبة المغاربة بجامعة الصداقة في موسكو ؟ أولا، نحن نشكل استمرارية لعمل الرابطة التي بدأ منذ تأسيسها عام 1996. لقد كان المشروع منسجما مع تطلعات جامعة الصداقة، ألا وهو بناء جامعة دولية وتأسيس روابط مع الشعوب الأخرى. العديد من الطلبة المغاربة كانوا يدرسون في الجامعة قبل و بعد المرحلة السوفيتية، فقرروا تأسيس الرابطة على غرار منظمات طلابية أخرى موجودة في الجامعة. ما هي مشاكل الطلبة وكيف تعالجونها كرابطة للطلبة المغاربة ؟ أشير إلى أن الرابطة هي صلة وصل بين الطالب و الجامعة. صحيح أن هناك العديد من المشاكل و الصعوبات، لكن الإمكانيات الدراسية متوفرة في جامعة الصداقة التي تحاول دائما توفير كل الظروف للطالب عموما. أما مشاكل الطلبة فتتعلق بالسكن و الصحة و الدراسة و البرامج التربوية و الترفيهية و الدورات والحصص الدراسية ، أي التأطير بالنسبة للطالب الجديد ، الذي هو في حاجة إلى الإطلاع على قوانين البلد و ثقافة المجتمع الروسي . يجب إطلاع الطالب على هذا المناخ الجديد. المشكل الكبير و الوحيد بالنسبة للطلبة المغاربة الجدد يتمثل خارج الجامعة . فنعلم جميعا أن الطالب لا يتحرك في الجامعة فقط ، بل كذلك خارجها و آنذاك يظهر العائق الكبير ألا هو اللغة الروسية . لكن وبفضل المدير الجديد الذي أجرينا معه لقاء خاصا، حلت بعض المشاكل التي يعاني منها الطالب، كالبيروقراطية التي تطبع السير الإداري. السكن الجامعي أعتبره متوفرا، لكن المشكل يظل هو التعايش و الانسجام مع شخصين أي مع زملاء يجهلهم حتما الطالب الجديد، ويفرض عليه التواصل معهم في كل الأحوال. وأضيف إلى ذلك، أن العيش في العاصمة الروسية موسكو ، يتطلب إمكانيات مادية كبيرة ، فهي تعد من أغلى العواصم في العالم ، وهذا يأخذنا إلى مشكلة عويصة تتمثل في التحويلات المصرفية التي تتأخر عن الطلبة و قد تصل إلى حدود شهر و نصف . فعندما ترسل العائلات المغربية مبالغ مالية إلى أبنائها الطلبة في روسيا ، تتأخر عملية التسلم لأسباب تعود إلى بيروقراطية الإدارة الروسية ، ما يجعل الطالب يعيش في محنة مستمرة ، فالحل يظل هو بعث الأموال عبر مؤسسة الويسترن يونيون ، بالرغم من أسعارها الباهضة ! مشاكل الطلبة المغاربة، تنضاف إليها عوائق يواجهها الطالب وتعلق بالرسوم الدراسية التي تختلف من تخصص إلى آخر، لكن عموما تظل مرتفعة وتصل إلى 4000 دولارا مقابل كل سنة دراسية كاملة. هل هناك من مشاكل دراسية تواجه الطلبة ؟ المشاكل الدراسية عديدة ، لكن الطالب يظل هو المسئول عن كل تصرفاته داخل الجامعة ، كإجراء الامتحانات و احترام القوانين الداخلية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، التدخين ممنوع في الغرف الجامعية ، لكن أغلب الطلبة المغاربة يدخنون ، وبالتالي يخرقون هذا القانون ، ما يعرضهم لعقوبات ، و ربما الطرد المباشر من الحي الجامعي. نحاول كرابطة توجيه الطلبة و التدخل حتى لا تصل العقوبة إلى الإنذار أو الطرد. أما الانسجام مع النهج والمجتمع الجديد ،فهو يجسد عقبة حقيقية أمام الطلبة الجدد . وماذا عن الاعتداءات العنصرية التي يشكو منها الطلبة المغاربة ؟ فيما يخص الاعتداءات لأسباب عنصرية ، فأشير إلى أنني كطالب و بعد تجربة أكثر من خمس سنوات في موسكو، لم أتعرض لأي اعتداء جسدي أو معنوي من طرف الروس . لكن هناك حالات كان فيها الطلبة المغاربة يمارسون الابتزاز ضد الروس و هناك حالات أخرى كانوا فيها ضحايا و تعرضوا خلالها للاعتداء ، خاصة أن هناك مجموعات عنصرية معروفة بحليقي الرؤوس و تمارس أنشطتها في أيام معينة وفي أماكن معينة ، يدعمها نائب في الدوما يسمى ليمونوف. هذه الحركة تواجه دائما مقاومة و تصدي و تضييق من طرف السلطات الروسية، لكن وجودهم لحد الساعة في روسيا يطرح عندي أكثر من سؤال. و لذلك، كرابطة، ننبه الطلبة المغاربة بضرورة الحذر وعدم استعمال المترو مثلا ، وهم في حالة سكر. فالسكر يعرض الطالب للخطر . ما هي برامج الرابطة في الجامعة ؟ البرامج التي تخولها لنا الجامعة متعددة ، منها تنظيم الأسابيع العربية والإفريقية كما نشارك في اللقاءات الدولية. أنشطتا ثقافية و رياضية و نتوجه بالأساس إلى الطالب المغربي ،ونقدم صورة عن المغرب. حقيقة مشاركتنا فاعلة في التظاهرات والأسابيع الثقافية العربية والإفريقية وفي المنتديات والمسابقات وهي مشاركات مشرفة. ما هي صورة الطلبة المغاربة عند الشعب الروسي ؟ صورة ايجابية ومشرفة . فالمعروف عن الطلبة المغاربة هو الذكاء والنباهة وسرعة التكيف. صورة تظل معتدلة عند الشعب الروسي. المغرب يعرف عند الشعب الروسي بالبرتقال المغربي ، كما أن الروس يعرفون أن التشكيلة المغربية الثقافية ليست فقط عربية بل بربرية وافريقية وصحراوية، والمغرب يظل جسرا بين المغرب و أوروبا ، ولذلك يتلهف المثقفون والروس لمعرفة المزيد عن المغرب وثقافته . واعتبر أن إلغاء تأشيرة الدخول للمغرب أمام السياح الروس قرارا ايجابيا . محمد نبيل