عذرا يا رسول الله إننا اليوم في القرن الواحد والعشرون, قلت بأن أحبابك هم الذين سيحبونك ولم يروك قط, لقد أحبوك من خلال سيرتك العجيبة, بطولاتك, تعاملك مع الصغير والكبير مع الزوجة والخادمة رأوا فيك النور بالوحي أخرجتهم من الظلمات إلى النور في هذا القرن ياحبيب الله أهينت كرامتك وقذفت أعف زوجاتك أمنا عائشة رضي الله عنها, ولم يكن القاذف سوى فئة خرجت من رحم الفتنة ولم يعرف لها تأريخ من ذي قبل, فاختارت العصا الغليظة لتواجه به أحبابك ويد اليهود ظاهرة في ذلك وحربهم ليست وليدة اللحظة فسيرتك العظيمة بينت لنا أنهم أبناء عمومتنا افترقت طرقنا عندما جئت بالحق من سلالة إسماعيل فجاءوا هما من سلالة إسحاق كلاهما أبناء سيدنا إبراهيم عليهم أزكى السلام, فتنكروا لنا فذكرهم الله في القرآن لقوله تعالى ” بابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ” وفي موضع آخر أجابهم بقوله ” لاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون “. سيرتك الجليلة يانبي الله منقوشة بالذهب وانتصاراتك وضحت كل ما خفي أن لا مفر لهم من الهزيمة القادمة فإذا كان اليهود هذا حالهم، فإن أبناء جلدتنا يمكرون بدورهم ويلبسون الحق بالباطل وافترقنا شيعا “كل حزب بما لديهم فرحون” والأخطر من هدا كله ياجبيب الله فئة نسخت تعاليم الكنيسة وأخذت لنفسها ألقاب منها الحداثة , وهي التي قوت عصا اليهود علينا ليصلوا إلى إهانة الخط الأحمر عند المسلمين فالمفارقة العجيبة التي تطرح ويكتمها البعض تقول كيف أن القرآن الكريم وصفهم بالمذلة والمسكنة مصداقا لقوله تعالى ” ضربت عليهم الدلة أين ما ثقفوا ” وهم يتمتعون بالريادة وينعمون في الدنيا لكن التوفيق السهل يجيب عليه الفرقان في نفس الموضع على أنه قد يكون لهم سلطان في الأرض ” إلا بحبل من الله وحبل من الناس “ فما نالوه اليوم ليس سوى من بعض الناس. فعذرا ياحبيب الله إن أمتك اليوم استشرى فيها الجهل والتخلف حتى وصل الأمر ببعض” العلماء” إلى الاسترزاق بحديثك موالين كلمتهم للسلاطين, فباع أئمة المنابر شرفهم, بتجنب مواضيع لطالما بثنا بحاجة ماسة إليها لتوجهنا للمستقيم، فعذرا يارسول الله فمساجدنا هجرت ولم تعد تقدم أمثال عمر وعلي وعثمان وبلال وأبي بكر رضوان الله عليهم جميعا، فأصبحت المنابر تكسوها خطب متوارثة و مثقلة بالزخارف البديعية و الأسجاع تحوم حول المناسبات وتتكرر مع كل الشهور دون ثأتير ولا فعالية مرفقة بمواعظ بسيطة ودروس فقهية مستهلكة لا تتعدى أحكام التيمم …, فعذرا لايكاد يلامس هذا شيئا من الواقع المأزوم والمزري. أما شبابنا واحسرتاه, واحسرتاه, فإن كنت يا أشرف الخلق قد استقبلت هده المرحلة بالكد وسافرت للأجل التجارة وعمرك لايتعدى حينها الثانية عشرة حتى قلت يارسول الله ” أنك ترعى الغنم على قراريط لأهل مكة” . وكان من السهل على القدرة الإلهية أن تهيئ حبيبنا وهو في ريعان شبابه من أسباب الرفاهية مايغنيه عن الكدح والسعي ولكن لأن في رسول الله أسوة حسنة, فعذرا فأجيالنا اليوم تسعى متلهفة وراء كرة القدم ومواكبة العصر بتصفيفات الشعر إلا من رحم ربه وهو أرحم الراحمين, ولم يتبق إلا القول عذرا يارسول الله كيف ستستقبلنا وأنت تنادي أمتي أمتي.