فوجئت عشية اليوم لما وجدت شباك “مصلحة الشؤون الطلابية” الخاص بمسلك علم الإجتماع بجامعة إبن زهر موصدا، وقد جئت من أجل استلام شهادة مدرسية من الضروري أن أسلمها بالغد، نظرت لساعة يدي لأجد بأن الموعد القانوني لانصراف الموظف المكلف لم يحن بعد، كان من المفروض أن يجلس في مكتبه إلى حدود الخامسة، والساعة تشير إلى الرابعة و بضعة دقائق، قلت في قرارة نفسي لا بأس من الإنتظار قليلا، عساه يأتي قريبا، وقفت أما الشباك إلى حدود الخامسة ولا من أحد، توجهت لشباك شعبة أخرى لأستفسر عن الأمر، وجدت أحدهم جالسا جلسة الملوك على كرسيه المريح واضعا رجلا فوق أخرى، سألته ببشاشة، “من فضلك ألا تعرف أين ذهب مسؤول شباك علم الإجتماع ولم يحن بعد وقت انصرافه؟؟، قطب حاجبيه ونظر إلي نظرة شزراء، وقال بغلظة وفظاظة “راه مشا للإدارة يقضي شي غراض”، يا للعجب “غراض“؟؟، غرض وذهب بلا عودة !!! ، “واش حنا كنرضعو صباعنا”؟؟. لا بأس ذهبت لأبحث عنه في الإدارة، تجولت هذه الأخيرة طولا وعرضا، لكن بدون جدوى، نزلت الدرج لأجد عشرات الطلبة كل منهم واقف ينتظر في حسرة وغضب ترجمتهما ملامح وجوههم، سألت أحدهم لما أنت هنا؟، ليجيبني قائلا: “غير خليها علا الله وصافي، خمس أيام هادي ونا كنمشي وكنجي أوشي غراض مقضيناه”، وقفت وقفة المتأمل في هذا الوضع الإداري المزري، والتعامل اللا أخلاقي مع الطلبة، وضع يجعلنا ننظر بعين الإزدراء والغضب لهاته الإدارة، وبينما أنا غارق في تأملي، إستوقفتني بطاقة تهنئة أثارت حفيظتي كثيرا واستغربت لها أيما استغراب، حيث تقدم فيها جمعية موظفي الجامعة أحر التهاني وأغلى الأماني لموظفي الجامعة لحصولهم على مرتبة مشرفة بعد مشاركتهم في دوري كرة القدم، وتقول فيها الجمعية بالحرف، “فهنيئا لفريق موظفي كلية الآداب بهذا الإستحقاق وهنيئا لكل الطاقم الإداري“، لا تنقصكم سوى مباريات كرة القدم،ولا تنقصكم إلا التهاني، فقد قضيتم مصالح الطلبة وقمتم بواجبكم على الوجه الأكمل وحق لكم أن تفرحو وتمرحوا. -واش كتعرفيه؟” -“ لا صيفتني عندو ….“ حوار قصير دار بين إحدى الطالبات ومسؤول بالإدارة، يصرح علنا بالطريقة التي تقضى بها المصالح داخل إدارة الجامعة، فساءلت نفسي لحظتها ” واش عندك جداك فالمعروف؟؟؟. .