هل يمكنك أنت وهو وهؤلاء وغيركم أن تكسروا قلب إمراة متمردة، متنصلة من كل الاعتبارات، أنانية ليست لديها محاذير ولا ضوابط؟. هل يمكنكم كسر قلب امرأة ليس لها من القلب إلا مضغة اللحم وكل رأس مالها عقل يتحايل على هذا وينهب ذاك ويستردج الآخر؟. هل يمكنكم كسر قلب امرأة تعتبر العفة عارا والتأدب تخلفا والحياء مرضا؟. هل يمكنكم كسر قلب امرأة تعد نفسها هي الحياة .. والطوفان من بعدها؟. لماذا يتخير البعض القلوب الطيبة لينفذ فيها مشاريعه التدميرية؟؟؟. لماذا أصبحت الأنثى التي تربت على العطاء والود والإحساس النقي والمعاني السامية تحت مرمى نيران الإبتزاز والجشع؟. وحدهم الكرماء من يقدرون أنثى الثوابت والمبادئ!. أما اللؤماء فأخفهم من يحترف أذى القلوب.. وأوسطهم من يحترف جرحها.. وأشنع ذلك الذي يحترف تكسيرها .. بل يذهب أحيانا إلى إبادتها وإتلافها أصلا.. وهؤلاء هم الشواذ! أعداء الفطرة وأباطرة الدمار! لا يستهويهم الفساد المألوف ولا يرغبون في إيذاء امرأة تتلذذ بالأذى وتمارسه على غيرها بشراهة وشراسة.. لا يريدون صب أذاهم على امرأة متسربلة بالرذيلة تستطيع امتصاص فسادهم، لأنها جزء منه تحسن التعايش معه ولأنها تعرف أصنافه وفنونه.. إنما هم يبحثون عن كسر تلك القلوب الهادئة اللينة! تلك التي ليس لها باع في ثقافة المستنقعات، هم لا يكتفون بالكسر.. هم ومِن فَرْطِ سواد قلوبهم يبحثون عن التلذذ بتداعيات ومخلفات القلوب المكسورة. فأي قانون ينتهجه هؤلاء؟ أهو قانون الغاب الذي يعتمد المنهج التدميري، منهج الأذى على الدوام؟.. تلك أنواع بشرية “آكلة للحوم” يحلو لها السمر ويطيب لها المقام بحضرة قلوب تحتضر. فحواء ليست دوما تلك الماركة المسجلة التي خزنتها أذهانكم الموحشة… حواؤكم المزيفة: حاؤها حرام .. وواوها وقيعة.. وألِفُها أوحال. وحواؤنا الاصيلة :حاؤها حياء.. وواوها وقار.. وألِفُها آداب. حوّاؤكم: إثارة صاخبة… وحواؤنا أناقة نقية. حواؤكم غريزة صارخة… وحواؤنا أنوثة محصنة. أيها الغرباء عن آدم! المتنصلون من آدميتكم.. حواء ليست فقط ذاك الشعر المسدول وهاتيك الرموش الطويلة والكثيفة، فخلف ذلك روح وقلب ومشاعر وأحاسيس. فاتزِنوا أيها المائلون.. واعتدلوا..واستووا.. فها هنا روح وجسد!!! وأنت يا حواء الطاهرة أبشري فقانون الفطرة السليمة هو الغالب.. وإن كانت دولة القلوب السوداء ساعة فدولة القلوب البيضاء إلى قيام الساعة!..