في ظل ما تعيشه السينما المغربية، من تطور وتحولات، وتزايد عدد من المهرجانات السينمائية بالمغرب، تستضيف “نبراس الشباب” في هذا الحوار الفنان المبدع، والمخرج المسرحي “عبد القادر عبابو”، للحديث عن واقع السينما المغربية، التي قال عنها أن وضعها الحالي يبعث بالتفاؤل، وأكد بضرورة الرقي إلى مستوى ما وصفه ب “صناعة السينما” والعمل على خلق ثقافة سينمائية لدى الجمهور، من خلال التظاهرات المقامة، وفي هذا الحوار تكتشفون نظرة الفنان للسينما المغربية. بداية لماذا اختيار “موضوعة الهجرة” لمهرجان السينما الأخير بأكادير؟ بداية أشيد بمجهودات القائمين على ذاك المهرجان، وأشكر جمعية المبادرة الثقافية على اجتهادها لانتقاء العروض الجريئة التي تتناول موضوع الهجرة في ارتباطه مع الإنسان، وكذلك في إبرازها علاقة المهاجر بمحيطه، إلى جانب إبراز معاناته داخل البلد المهاجر إليه، وأعتبر أن الهجرة مشكل يطرح أسئلة جد عميقة ذات طابع سلوكي وثقافي وسياسي، لأن السياسة محور كل الأعمال السينمائية، حيث يرسم الفيلم محكا تتضح من خلاله علاقة المهاجر بالبلد المحتضن له، ليصوغ الفيلم سياسة بلدين وتوجههما الإيديولوجي عبر تحولات الشخوص بين الفضاءات والأمكنة، لأن البعد السياسي أصبح يفرض ذاته في السينما المغربية. كيف ترى السينما المغربية مستقبلا؟ السينما المغربية أصبحت تفرض حضورها على مستوى المغاربي والعربي وكذا العالمي، وأن مسارها أصبح يعد بالجميل والجديد، وهذا شئ يجب أن نبتهج إليه وأن نطمئن عليه، وأن نتفاءل بما هو افضل مستقبلا. ما هي مظاهر وتجليات تطور السينما المغربية؟ تطور السينما المغربية يأتي من الإجتهاد لعدد من السينمائيين الشباب، ويتمثل أيضا في تناولها للموضوعات المطروحة، إضافة إلى حضور وجوه جديدة شابة في التمثيل، وكذا مخرجين جدد يجتهدون في تقديم أنماط من الصورة، ومن ناحية أخرى، هي من المواضيع التي أصبحت جريئة في تناولها للبعد السياسي من خلال تكسير الطابوهات والتحرر منها لملامسة عمق المواضيع وكشفها للجمهور، وتناولها للجانب الإجتماعي والإيديولوجي، لكن الرهان الذي يجب أن تحققه السينما المغربية، هو الرقي إلى السينما الصناعية لتضاهي السينما العالمية. وماذا عن النقد السينمائي في المغرب؟ النقد السينمائي المغربي يحاول أن يواكب دائما، لكن حضوره جد محتشم، ويرجع ذلك إلى قلة النقاد السينمائيون بالمغرب، والذين لا يستطيعون توجيه السينما، والنقد هو ركيزة مهمة ودافع للعطاء السينمائي، ويرجع حضوره الجد محتشم إلى الوضعية المادية للنقاد التي لا تخرج على وضعية المثقف المغربي عموما. وما موقع السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية؟ السينما الأمازيغية لا زالت في بداية ولادتها، وتلزمها مجهودات مضاعفة على مستوى التكوين والتقنيات، كما أنها تحتاج لصقل شروطها الثقافية والفكرية والفنية، وأنها تتنبأ بمستقبل زاهر. ما موقفكم من المبادرات الثقافية والمهرجانات السينمائية بالمغرب؟ المبادرات الثقافية والمهرجانات السينمائية لابد لها أن تتغير وتتطور عبر توفير مجموعة من الآليات ودعمها، ومنها البحث العلمي والنقد السينمائي، والعمل على تكثيف جلسات وندوات حول موضوع السينما والفكر لتفعيل الثقافة السينمائية، ليصير للبعد الثقافي وازنا في المهرجانات السينمائية، إضافة إلى ضرورة تشجيع العطاء عبر خلق التباري والتحول إلى مسابقة للفيلم، وليس الإكتفاء فقط بتظاهرة لعرض الأفلام، وأيضا إنتقاء أجود الأفلام على مستوى الكم والكيف لإجبار الفاعلين بحقل السينما على العطاء، وكذا الاهتمام بجانب البنية التحتية للقاعات السينمائية والعمل على خلق فضاءات لتشجيع الفن والثقافة في الجهات.